أما أنا فأغني بقوتك، وأرنم بالغداة برحمتك. يا قوتي لك أرنم
( مز 59: 17 )
ففي سفر 1صموئيل19 نرى داود هارباً من شاول إذ أراد قتله، ثم بعدما هرب منه أرسل رسلاً وراءه لقتله. وفي هذه الأثناء نجد أن داود قد نجا بحيلة، وهرب إلى صموئيل في الرامة. وهنا قد لا نرى سوى شخصاً يملؤه الخوف مستعيناً بالحيلة البشرية للهرب، ثم يلجأ لرجل لحمايته وهو صموئيل. هذه هي الصورة الخارجية التي نرى عليها داود، وهي الصورة التي نلمس فيها التصرف الإنساني الطبيعي في مواجهة الخطر ( 1مل 22: 3 ). لقد هرب داود إلى صموئيل في الرامة بحثاً عن الملجأ والحمى. لكن ما أروع ما يكشفه لنا الروح القدس عن حالة الإيمان التي كان عليها داود في تلك الأثناء، حيث نرى في مزمور59 حالته الباطنية وهو في قلب الأحداث. فنحن هنا نرى قلباً يتحول بالإيمان إلى الله ليستنجد به. هذه هي الحقيقة الإيمانية الراسخة في وقت الخطر وفي وقت الشدة. ففي وقت الحاجة يلجأ الإيمان إلى الرب وحده.