رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من المحطّات المهمّة في حياة يسوع كان ذلك الصيد العجيب. يختار يسوع رسله الاولين ويرسلهم إلى صيد آخر بدأه هو بنفسه عندما أخذ يبشّر المدن بملكوت الله (لو 5: 1- 11). ويبدأون العمل بناء على أمره عندما يوليهم قدرة وسلطانًا على جميع الشياطين، وعلى الأمراض لشفاء الناس منها، وعندما يرسلهم ليعلنوا ملكوت الله ويبرئوا المرضى (لو 9: 1- 12). فكما أن الرب دعا قبيلة لاوي لتقوم بالخدمة الكهنوتية هكذا يدعو يسوع بعضًا من الناس، وإن لم يسمّهم كهنة، من يشتركون معه وبعده في رسالته التي هي عمل نشر كلمة الله ورعاية النفوس وتقديسها. أ- يسوع والكهنة في زمانه تعرّف يسوع خلال حياته إلى الكهنة كما تعرف إلى الكتبة والفريسيين، وتحدّث عن العبادة مشدّدًا على عبادة القلب كما فعل الأنبياء. فلا تصير الصلاة تمتمات، والصدقة تبجّحا. كما تكون الذبيحة تعبيرًا عن محبتنا لبعضنا البعض قبل أن تكون تعبيرًا عن محبتنا لله. وتحدث أيضًا عن الهيكل وأحبّه وأُعجب ببنائه. لكنه أراد أن يلفت الأنظار إلى هيكل آخر لم تصنعه الايدي، ألا وهو جسده، ذلك المركز الجديد للعبادة بالروح والحق الذي لا يرتبط بهذا المكان أو ذاك. مع هذه النظرة الجديدة نرى يسوع يعتبر المؤسسة الكهنوتية أيّ اعتبار فهو يشارك في حفلات الليتورجيا ويعيّد الأعياد مع المؤمنين. كما أنه يُظهر تعلقه بالهيكل، بيت أبيه، فيعلن قداسته ويفرض احترامه خاصّة عندما طرد من تحوّلوا من معلّمين إلى باعة، وحوّلوا الهيكل من مكان مقدّس إلى مغارة لصوص. ولكن هذا الاعتبار لم يمنع يسوع من أن يتلفّظ بأحكام قاسية على كهنة عصره؛ فقد نسوا قداسة وظيفتهم وعظمتهم وعظمتها. فالسامري "الكافر" بنظرهم، هو أفضل منهم، وقد أظهر في طريقه محبّة حقيقيّة لجريح غريب مال عنه كل من الكاهن واللاوي ومضيا (لو 19: 31 ي). وأهملوا مهمّة التعليم وراح بعضهم ينكرون قيامة الموتى (مر 12: 18-22). ولما اجتمعوا عليه مع الكتبة والشيوخ، أعلن عن نهاية كهنوتهم في مَثل الكرامين، وعن خراب الهيكل كعلامة لنهاية العبادة بحسب العهد القديم (مر 12: 1-15). مع العهد الجديد يأتي كهنوت جديد في يسوع المسيح. ب- يسوع كاهن الآب لم ينسب يسوع لذاته يومًا لقب كاهن. فهذا اللقب يعني في محيطه وظيفة محدَّدة ومحفوظة لقبيلة معروفة هي قبيلة لاوي. فيسوع ليس من قبيلة لاوي، كما أن عمله غير عمل الكهنة، وكهنوته يسمو على كهنوت بني لاوي، ولهذا فضّل اسم "الابن" أو "ابن الانسان". ولكنه حدّد رسالته بكلمات ضمنية ورمزية مأخوذة من حياة الكهنة. يتكلّم يسوع عن موته فيصوّره ذبيحة مثل ذبائح العهد القديم. ويقابله تارة بذبيحة التكفير التي قدمها عبد يهوه (مر 1: 45). وطورًا بذبيحة العهد التي قدّمها موسى عند جبل سيناء، رابطًا بين دم الفصح ودم يسوع حمل الفصح (مر 14: 24). يفرضون عليه الموت فيتقبّله، ويقدّم ذاته كما يقدّم الكاهن ذبيحته، وينتظر من هذه الذبيحة الخلاص والتكفير عن خطايا الشعب وإقامة العهد الجديد. وإذا كانت وظيفة اللاويين في العهد القديم خدمة الشريعة، فيسوع جاء يعلّم الشريعة الجديدة مستندًا إلى القديمة وقد جاء يتمّمها دون أن يرتبط يحرفيّتها. يُدخلنا في أعماقها ويبيِّن لنا أنها تلخَّص في محبة الله ومحبة القريب. كانت رسالته التعليمية امتدادًا لرسالة الكهنة، لكنها سمت عليها كثيرًا، لأن كلمة يسوع هي الوحي بسموه، وإنجيل الخلاص هو تمام الشريعة. هكذا نظر يسوع إلى نفسه وهكذا سينظر إليه الرسل. فيتحدّث القديس بولس عن موت يسوع فيراه في ملامح حمل الفصح وعبد يهوه، ويذكّرنا بدم المسيح الذي منه فداؤنا. أما القديس يوحنا فيُلبس المسيح ثوبًا كهنوتيًا في آلامه ويضع على لسانه الصلاة الكهنوتية التي تجعله يقدّم الذبيحة كالكاهن، فيكرّس نفسه للرب ويقوم بعمل الوسيط بين الله والناس، وهذا ما عجز عنه كهنوت العهد القديم. ج- كهنوت يسوع في الرسالة إلى العبرانيين موضوع الرسالة إلى العبرانيين كهنوت المسيح. تذكر الصليب كذبيحة تكفير، والعهد الجديد وعبد يهوه. ولكنها تركّز اهتمامنا على دور المسيح الشخصي في تقدمة هذه الذبيحة. فيسوع كاهن مثل هارون. دعاه الله ليتشفّع بالبشر فيقدّم الذبائح عن خطاياهم. وهو مثل ملكيصادق الذي قدّم له ابراهيم العشور، فأظهر أن كهنوت لاوي أدنى رتبة من كهنوت المسيح الذي يتجذّر كهنوته في كيانه فيجعله الوسيط بين الله والبشر. يجعله الكاهن الوحيد للآب. أولاً: كهنوت يسوع بحد ذاته يسوع هو الكاهن الأعظم والكامل. "بما أنه شابهنا في كل شيء، يمكننا أن نقترب منه بثقة تامّة. ليس لنا حبر لا يستطيع أن يرثي لضعفنا: لقد امتُحن في كل شيء مثلنا ما عدا الخطيئة. فلنتقدّم بثقة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونلقى حظوة يأتينا بها الغوث في حينه" (عب 4: 15-16). أجل، إن يسوع شعاع مجد الله وصورة جوهره، هو في الوقت ذاته إنسان مثلنا عانى ما نعانيه من تعب ومحنة، واختبر ما نختبره من تجارب. ولهذا يمكنه أن يدرك ضعفنا ويعيننا. يمكنه أن يتقبّل الخطيئة، لأنه الحبر الرحيم الذي يكفّر خطايا الشعب. يسوع هو الكاهن الوسيط الذي يقدر أن يصالحنا مع الله، لأنه مقبول من الله، وقد اختاره الله نفسه: "فإن كل حبر يؤخذ من بين الناس ويقام لدى الله من أجل الناس، ليقرّب قرابين وذبائح كفارة للخطايا". في هذه الآية نجد الملامح العامّة للكهان في شخص يسوع. "يؤخذ من بين الناس": يسوع كان إنسانًا بكل ما في الكلمة من معنى. "ويقام من أجل الناس": هذا يعني أنه يصالحهم مع الله، لأن الكاهن لا يهتم بأمور الدنيا وحسب، بل بأهم شيء في علاقاتهم مع الله، لأن الكاهن لا يهتم بأمور الدنيا وحسب، بل بأهم شيء في حياة الانسان ألا وهي آخرته. الكاهن وسيط بين الله والانسان. فهو الذي يؤمّن الاتصال بين الاثنين، يحمل كلام الله إلى الناس، ويتشفّع إلى الله عن الناس. وجهه مرفوع إلى الله، وشعبه يسير وراءه باتجاه الله. مهمته الاولى أن يقرّب الذبيحة وأن يرفع إلى الله مديح الخليقة. هذا الكاهن وإن كان في خدمة الناس، إلاّ أن الرب هو من يختاره لأنه ما من أحد يتولى هذا المقام، إلاّ إذا دعاه الله كما دعا هارون. وكذلك المسيح لم ينتحل المجد فيجعل نفسه حبرًا، بل تلقّى هذا المجد من الذي قال له: "أنت ابني وأنا اليوم ولدتك" (عب 5: 4-6). ينبع كهنوت المسيح من بنوّته الالهية. وهذا ما يضمن لنا أنه مرضي لدى الله. وحاضر في الانسان، لأنه إله وإنسان. سيظهر أيضًا وجه المسيح الكاهن في طاعته التي كانت سبب قبول ذبيحته. فالمسيح "في أيام حياته البشرية رفع الدعاء والابتهال بصلاة وصراخ شديد ودموع إلى الذي بوسعه أن يخلّصه من الموت فاستجيب طلبه لتقواه. وتعلم الطاعة، وهو الابن، بما لقي من الألم. ولما صار كاملاً جُعل لجميع الذين يطيعونه علِّة خلاص أبدي لأن الله دعاه حبرًا على رتبة ملكيصادق" (عب 5: 7- 10). في هذا النص يذكّرنا كاتب الرسالة بالحالة التي عاش فيها يسوع قبل موته الخلاصي، وهي حالة خضوع وهوان، بانتظار الحالة التي وصل إليها الآن بالمجد. ويتوقّف خاصة على مشهد النزاع والصراع بين إرادته وإرادة الله وعلى طلبه إلى الآب أن يخلّصه من الموت. يستجيب الآب طلبه لتقواه لأنه أتمَّ مشيئة الآب وقلبه مملوء بعواطف الخوف البنوي التي تمنع الابن من القيام بأي عمل لا يرضى أباه. ثانيًا: كهنوت المسيح والكهنوت القديم تقابل الرسالة إلى العبرانيين كهنوت المسيح بالكهنوت القديم الذي يمارسه الكهنة واللاويون أبناء هارون في هيكل أورشليم، فيبدو فضل كهنوت المسيح على الكهنوت القديم مع العناصر المرتبطة بكهنوته من عهد وعبادة ومقدس وذبائح. فضل كهنوت المسيح على كهنوت اللاويين أنه كهنوت ملوكي أبدي شامل، نهائي مقدّس وسماوي. ملوكي على مثال "ملكيصادق، ملك شاليم وكاهن الله... الذي تفسير اسمه ملك البر، ثم ملك شاليم، أي ملك السلام، وليس له لا أب ولا أم ولا نسب، وليس لأيامه بداءة ولا لحياته نهاية، وهو على مثال ابن الله يبقى كاهنًا إلى الأبد" (عب 7: 1-2). لقد جعل الكاتب من ملكيصادق مرآة نتأمل فيها وجه المسيح الكاهن. وهو لا ينحصر في الكهنوت اللاوي. لأنه على رتبة ملكيصادق لا على رتبة هارون. لا تغيير فيه وهو قائم إلى الأبد: "فأولئك الكهنة كان يقام منهم عدد كثير لأن الموت يحول دون بقائهم، وأما هذا الذي يبقى للأبد فله كهنوت لا يزول. وهو قادر على أن يخلص الذين يتقربون به إلى الله خلاصًا تامًا لأنه حيّ باق ليشفع بهم" (عب 23:7-25). وهو كهنوت كامل ومقدس لأنه من السماء. "أجل هذا هو الحبر الذي يلائمنا، قدوس بريء لا عيب فيه ولا صلة له بالخاطئين، جُعل أعلى من السماوات، لا حاجة به إلى أن يقرّب كالأحبار كل يوم ذبائح كفارة لخطاياه أولاً، ثم لخطايا الشعب، لأنه فعل ذلك مرة واحدة، حيث قرَّب نفسه" (عب 26:7-27). إن الكاهن الأعظم الذي نرى صورته في وجه ملكيصادق هو حامل كهنوت ملوكي أبدي وشامل لم يأت بالوراثة ككهنوت هارون ولم ينحصر عمله في شعب من الشعوب. وهناك صفات تجعل كهنوت المسيح فوق كهنوت هارون. فيسوع هو الكاهن الكامل الوحيد الذي يحقّق في شخصه كل كمالات الكهنوت، والقدوس الطاهر الذي لا يحتاج إلى الذبائح لينقّي نفسه. وهكذا صار لنا في المسيح عهد جديد يُفضّل على العهد القديم، وشريعة جديدة تسمو على الشريعة القديمة، وعبادة جديدة أظهرت جدواها في غفران الخطايا، ومعبد جديد أقدس من القديم بناه الرب بواسطة ذلك الحبر الجالس عن يمين الجلال في السماوات. في العهد القديم كان الكهنة وحدهم يدخلون القدس، ويُحفظ لرئيس الكهنة قدس الأقداس. ولكن يسوع يدعونا كلنا إلى أن ندخل المقدس الحقيقي لنلتقي الله بالذات. في العهد العتيق كان الناس يخافون التقرّب من الله، لأن دم الثيران والعجول لا يستطيع أن يزيل الخطايا. ولكن المسيحي يقدر على التقرّب من الله. والشروط هي: قلب صادق لا غش فيه ولا كذب، إيمان كامل يملأ القلب ثقة بالله، قلب مطهّر من سوء النيّة وقد تحوّل بالدم الثمين المرشوش علينا، فاستعدّ لعمل العبادة المطلوب، وتخلّص من الشهوات التي تقود إلى الموت. وجسد مغسول بماء طاهر بفعل المعمودية التي بها يخلّصنا الله بغسل الميلاد الثاني لحياة جديدة بالروح القدس (تي 3: 5). د- كهنة العهد الجديد في العهد الجديد، يسوع هو الوسيط الوحيد بين الله والبشر، وهو الكاهن الوحيد الذي يقدّم ذبيحة الخلاص. وهو حامل الوحي الوحيد لأنه كلمة الله المتجسّد. ولكننا نجد مع ذلك في الكنيسة التي أسّسها وظائف وخدمًا متنوعة في خدمة كلمته ونعمته. نجد كهنة على مثال المسيح الكاهن. من بين التلاميذ الذين قصدوه اختار يسوع اثني عشر رسولاً يصحبونه فيرسلهم مبشّرين. دعا كل واحد باسمه: سمعان بطرس، ويعقوب، ويوحنا... أرادهم أن يكونوا معه وبقربه قبل أن يرسلهم إلى عمل التبشير... وسيرافقون يسوع ويسمعون كلامه، خلال حياته التبشيرية، إلى أن كان ذلك الخميس المقدس، خميس الأسرار. تعشّى مع الرسل كلهم، ولكن مع الرسل وحدهم، وقال لهم بعد عشاء الافخارستيّا: "اصنعوا هذا لذكري" (لو 19:22). كانوا قد تعلموا أن يوزعوا الخبز العجائبي على الجموع (مر 6: 41). وها هو يأمرهم بأن يعطوا جسده مأكلاً ودمه مشربًا. أقامهم في بداية حياته البشريّة حين دعاهم، ثمَ كرّسهم في العشاء السرّي فصلّى من أجلهم ومن أجل من يؤمنون به: "أنا بلّغتهم كلامك... قدّسهم في الحق لأن كلامك حق. وكما أرسلتني إلى العالم فكذلك إلى العالم أرسلتُهم وأقدس نفسي من أجلهم ليكونوا هم أيضًا مقدّسين في الحق" (يو 17: 14- 19). وهكذا كما أن الآب قدّس يسوع وأرسله إلى العالم (يو 10: 36)، هكذا قدّس يسوع الاثني عشر وأرسلهم كرعاة على مثاله. نقول بلغتنا: جعلهم كهنة العهد الجديد. هكذا يفهم الرسل الرسالة التي أوكلهم بها يسوع. إنها رسالة الخدمة. والخدمة تعني الخدمة في الكنيسة. فالرسل خدّام المسيح يرافقونه في شرف الخدمة كما في شرف المجد: "من أراد أن يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا يكون هناك خادمي" (يو 12: 26). فخدمة المسيح والمؤمنين أمر واحد. ونداء الله لبولس واختياره له من أجل عمل الرسالة هو نداء للخدمة. "أحمد ربنا يسوع المسيح الذي... دعاني لخدمته" (1 تم 1: 12). ويسعى بولس للقيام بهذه الرسالة بطريقة لائقة ليوصل إلى الوثنيّين كلمة الله عالمًا أنه خادم المسيح. فيعي عظمة هذه الخدمة التي تتفوّق على خدمة موسى ذاته، لأنها خدمة العهد الجديد، خدمة البر والروح والمصالحة، خدمة الانجيل والكنيسة (2 كور 3: 6-9). فالخدم متنوعة والروح ينوّع المواهب بتنوعّ الخدم، واضعًا بالدرجة الأولى تلك المتعلّقة بإيصال كلمة الله إلى الناس. وتظهر هذه الخدمة الرعائية على مثال الخدمة التي يقوم بها الشيوخ في الجماعات اليهودية. فنحن نرى في اجتماع أورشليم الرسل الاثني عشر مع شيوخ الجماعة المحليّة وعلى رأسهم يعقوب أخو الرب. وسيعيّن القديس بولس وبرنابا شيوخًا يوجّهون كل كنيسة من الكنائس. وهكذا نجد في كل كنيسة جماعة من الشيوخ تنظّم العمل الرعائي. يختارهم الرسل ويقيمونهم في وظائفهم بوضع اليد. وسوف نرى هؤلاء الشيوخ يصلّون على المرضى ويمسحونهم بالزيت المقدس (يع 5: 14). ويرئسون الجماعة المسيحية، ويرعون المؤمنين، ويخاطبونهم بكلام الله. يتحدّث العهد الجديد عن الاساقفة والشمامسة الذين يرعون شؤون الجماعة وعن معاونيهم. ويتوقّف أعمال الرسل بنوع خاص على أعماله الشمامسة في الكنيسة. هم الذين لا يقومون بالاعمال المادية فحسب بل يكرزون بالانجيل مثل اسطفانس وفيلبّس. أما الاساقفة فهم "المناظرون" والمراقبون. هم الذين ينظرون في الكنيسة التي يرئسونها، ووظيفتهم أن يرعوا كنيسة الله ويهتمّوا بالقطيع الذي أقامهم الروح القدس فيه أساقفة (أع 20: 28). على مثال المسيح راعي الرعاة، راعي نفوسنا وحاميها (1 بط 2: 25). هذا الاسقف يختاره الرسل أحسن اختيار لعمل الرعاية وتحمل المسؤوليات الرسولية، ويعطى سلطة على الشيوخ والشمامسة، ومسؤولية في خدمة الكلمة والليتورجية. إننا وإن كنّا لا نجد لقب كهنة لخدّام العهد الجديد أو للرسل، فخدمتهم تجعلهم في خدمة كهنوت يسوع المسيح، كاهن الكهنة بين البشر. في هذا الخط سيتنظّم الكهنوت مع آباء الكنيسة في درجات ثلاث. الأسقف والكاهن والشماس. ستأخذ الكنيسة الكثير من العهد القديم وتنفحه بروح المسيح الجديدة، فتشدد على اختيار المسيح لكل كاهن وتذكّره بواجباته الثلاثة: رعاية النفوس على مثال الراعي الصالح، تقديسها بالاسرار، حمل كلمة الله إلى البشر. وفي كل هذا يعتبر الكهنة نفوسهم خدّامًا للمسيح ووكلاء أسرار الله. ويعتبرون أن جلّ ما يُطلب أن يكون كل منهم أمينًا لهذه الموهبة التي أعطيت له. |
|