منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 08 - 2021, 03:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765




"كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب".

لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم. إنَّكم تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً.

تشير عبارة "لا تَضْطَرِبْ قُلوبُكم" الى تشديد يسوع عزائم تلاميذه وتشجيعهم وتعزيتهم تجاه القلق الذي أستحوذ عليهم لدى سماعهم خبر رحيله عنهم (يوحنا 16: 5-6) وشعورهم بغياب معلمهم وإحساسهم بالألم والفراغ، وإنبائهم بوقوع الاضطهاد عليهم (مرقس 10: 30)، وبقائهم في عالم معادً لهم "كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب". وقد أحبوه وتعلقوا به (يوحنا 17: 7) وكانوا ينتظرون منه إظهار قدرته كما قال تلميذي عِمَّاوُس "كُنَّا نَحنُ نَرجو أَنَّه هو الَّذي سيَفتَدي إِسرائيل" (لوقا 24: 21). أمَّا عبارة "تَضْطَرِبْ" في الاصل اليوناني ταρασσέσθω (معناها يضطرب) فتشير الى انقلاب كامل وضياع تام، ويستعمل هذا الفعل للدلالة على ثوران أمواج البحر، وحركة الأمواج المضَّطربة حينما تعصف بها الرياح وتبدأ بالتلاطم شرقاً وغرباً. وينشأ الاضطراب في الانسان من الخوف من المجهول أو بسبب شدة الحزن او العزلة. وهذا ما كان ينتاب التلاميذ، من قلق وخوف وغم وضياع؛ ويظهر ذلك من تساؤلاتهم: بطرس يتساءل "يا ربّ، إِلى أَينَ تَذهَب؟ "(يوحنا 13: 36)، وتوما "يا ربّ، إِنَّنا لا نَعرِفُ إِلى أَينَ تَذهَب، فكَيفَ نَعرِفُ الطَّريق؟ "(يوحنا 14: 5) وفيلِبُّس" يا ربّ، أَرِنا الآبَ وحَسْبُنا" (يوحنا 14: 8)، فقلوبهم مفعمة بالمخاوف والهموم والاضطراب، هذا بالإضافة ما سمعوه من أنَّ أحد التلاميذ ينكره وآخر يُسلمه وأنه سيفارقهم، بل سمعوا أنه سيموت، فإحساسهم بخيبة الامل في مملكة توقعوا قيامها وها هي أمالهم تنهار. أمَّا علاج الاضطراب هو الإيمان الذي يُجلب السلام ويهب النفس بصيرتها. ويعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "قدَّم لهم السيد الحديث التالي لينزع ما في نفوسهم من اضطراب، ويفتح أمامهم أبواب الرجاء للتمتع بالسماء!". يسوع لا يقف متفرجا او مكتوف الايدي بل يتجاوب مع مشاعر التلاميذ وقلقهم ، وما من قوة أرضية تقدر أن تحل محل قوة المسيح، فلا خوف على المؤمنين؛ أمَّا عبارة " قُلوبُكم" فتشير الى مصدر الشعور والعواطف ؛ أمَّا عبارة "تُؤمِنونَ بِاللهِ " فتشير الى ثقة مبنيَّة على الله الذي يتجلى بمنح عونه للمؤمن فيتغلب على القلق، ولذلك يُمكننا القول إن الوسيلة الأولى لعلاج الاضطراب هو الإيمان بالله وبشخص يسوع المسيح ابنه المُبارك، فالاضطراب هو الداء للقلب والإيمان بالله هو الدواء ؛ أمَّا عبارة "آمِنوا بي " فتشير الى دعوة يسوع للإيمان بشخصه، بحضوره معهم وقوته ومحبته لهم إيمانا شبيها بإيمانهم بالله عزّ وجلّ، وهي دعوة الى إيمان عميق به يحمل في طيّاته الثقة والطمأنينة، إذ هو الابن المُتجسد "الكَلِمَةُ صارَ بَشَراً فسَكَنَ بَينَنا" (يوحنا 1: 14). والإيمان هو أساس الاطمئنان والأمان والسلام كما قال أشعيا " إِن لم تُؤمِنوا فلَن تأمَنوا " (أشعيا 7: 9). والسلام الحقيقي هو السلام الذي ينبع من الايمان متجاوزاً كل قلق واضطراب. ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم على كلمات يسوع قائلا:" كأنه يقول: "يجب أن تعبر هذه الشدائد كلها، لأن الإيمان بي وبأبي السماوي هو أقوى اقتدارًا من المصائب الواردة عليكم، ولا يسمح لأي شر أن يغلبكم". قدّم السيد المسيح الإيمان به كعلاجٍ عمليٍ للمعاناة من القلق والاضطراب. وأمَّا عبارة "تُؤمِنونَ بِاللهِ فآمِنوا بي أَيضاً" فتشير الى مساواته للآب واتحاده به في المقصد والعمل مما يدل على وجود "إله واحد الآب، لكنه يسوع ى يفصل نفسه عن سرّ الإله الواحد. وهو ليس بإلهٍ ثانٍ، ولا بالإله المنفرد. فهو لا يقدر أن ينفصل عنه، ولا أن يندمج فيه" كما يُعلق القديس إيلاريون أسقف پواتييه. طلب يسوع من تلاميذه ان يضعوا رجاءهم في الله وفيه أيضا حتى لا يتزعزع إيمانهم وقت الاضطهاد (متى 16:10-22). بل يليق بهم أن يؤمنوا ويتعرفوا على سرّ الحب الإلهي". فالإيمان بالمسيح هو اول تعزية ودواء لجميع اضطرابات النفس.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أرسل يسوع تلاميذه " كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب" (لوقا 10: 3)
عند ظهور المسيح للرسل بعد القيامة يرسلهم "كالخِرافِ بَينَ الذِّئاب"
كالخِرافِ بَينَ الذِّئابِ
هاءنَذا أُرسِلُكم كَالحُملانِ بَينَ الذِّئاب
"قنديل" وقيادات "الإخوان" يلتقون "آشتون".. و"بشر" يؤكد: سنطالبها بزيارة "مرسي" ودعم عالمي


الساعة الآن 06:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024