رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد أكّد السيد المسيح أن اكتشاف لاهوته بالنسبة للبشر مرتبط إلى أقصى حد بانتصاره على الموت بالقيامة. لذلك قال لليهود: “متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو” (يو8: 28). وقد قصد بعبارة “متى رفعتم ابن الإنسان” أى متى صلبتم ابن الإنسان وعلقتموه على خشبة الصليب. فلولا موت الصليب ما كانت القيامة من الأموات والانتصار على الموت. لذلك قصد السيد المسيح أن تخرج بُشرى القيامة من داخل القبر أولاً. أى أعلنت الملائكة عن قيامته من داخل القبر الفارغ قبل أن يظهر هو بنفسه للمريمات وللتلاميذ بعد قيامته. لقد قصد أن نفهم أن القيامة قد نبعت من خلال موت الصليب. وأن الحياة قد تدفقت من خلال الموت. ولفت أنظار تلاميذه إلى هذه الحقيقة حينما قال: “إن لم تقع حبة الحنطة فى الأرض وتمت فهى تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتى بثمر كثير” (يو12: 24). ما أعجب حكمة السيد المسيح؛ من الموت تولد الحياة، من الألم يولد المجد، من الاتضاع تأتى الكرامة، من البذل والتضحية بالنفس يأتى امتلاك قلوب الآخرين. وعن هذا قال: “أنا إن ارتفعت عن الأرض أجذب إلى الجميع قال هذا مشيراً إلى أية ميتة كان مزمعاً أن يموت” (يو12: 32، 33) أى متى ارتفعت على خشبة الصليب فسوف يتعلق الجميع بمحبتى. إن القيامة قد أعلنت لاهوت السيد المسيح ومجده الإلهى. لذلك قال معلمنا بولس الرسول: “وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات” (رو1: 4). وقال الرب لتلاميذه بعد القيامة: “كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده” (لو24: 26). لا شك أن القيامة هى مجد. فبعد أمجاد البذل والتضحية والطاعة الكاملة للآب السماوى، جاءت أمجاد القيامة والانتصار على الموت بصورة ساحقة حيث لن يؤثر فيه الموت بعد قيامته. وهذه هى الحياة الأبدية التى كانت عند الآب وأُظهرت لنا (انظر 1يو1: 2). |
|