رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولكى يكون ظاهراً للجميع تأثير ما فعله السيد المسيح حينما نقل أرواح القديسين الراقدين من الجحيم إلى الفردوس، فإنه أيضاً بقوته الإلهية قد أقام أجساد كثير منهم فى القبور، وجعلهم يخرجون منها ويدخلون إلى المدينة المقدسة أورشليم، فى نفس يوم قيامته وظهوره للتلاميذ داخل مدينة أورشليم.. وكما صُلب فى وسط القبور إشارةً إلى نزوله إلى الجحيم لكى يبيد سلطان الموت؛ هكذا ظهر بعد قيامته فى وسط أورشليم لكى يعلن أنه قد فتح الفردوس تمهيداً لاستعلان الملكوت الأبدى وبهذا أنار الخلود والحياة الجديدة التى كانت عند الآب وأظهرت لنا فى شخصه القائم من الأموات. وكما صُلب فى وسط الأموات، هكذا قام ودخل المدينة ومعه جوقة من الأحياء، الذين قاموا من الأموات ليعلنوا فرحة الحياة الجديدة فى المسيح، وليبشروا بالقيامة القادمة فى الأبدية وهى التى صارت حقاً لجميع القديسين الذين يرقدون فى الرب. هؤلاء الأنبياء والقديسون الذين فتشوا عن الخلاص وانتظروه، قد قاموا ليفرحوا مع السيد المسيح فى قيامته. هذا الخلاص الذى كلّمنا عنه القديس بطرس الرسول فقال: “الخلاص الذى فتش وبحث عنه أنبياء. الذين تنبأوا عن النعمة التى لأجلكم. باحثين أى وقت أو ما الوقت الذى كان يدل عليه روح المسيح الذى فيهم إذ سبق فشهد بالآلام التى للمسيح والأمجاد التى بعدها” (1بط1: 10، 11). لم يعودوا يتكلمون مع من قابلوهم فى أورشليم بنبوات عن الخلاص. لأن النبوات كانت قد تمت.. بل جاءوا ليشاركوا كنيسة العهد الجديد فرحة القيامة، وليعلنوا صدق أقوال الله ومواعيده التى شهدوا هم بها منذ أجيال سحيقة. وهكذا اجتمع قديسو العهد القديم مع قديسى العهد الجديد حول واقعة القيامة، كعربون رمزى للقيامة العامة حينما تتلاشى فوارق الزمن بين الأجيال. لقد سجّل معلمنا متى هذه الواقعة العجيبة فى إنجيله بعد حديثه مباشرة عن آلام السيد المسيح، ليظهر ما فى موت السيد المسيح من قوة.. لأن الألم كان هو الطريق إلى المجد. قال: “فصرخ يسوع أيضاً بصوت عظيم وأسلم الروح. وإذا حجاب الهيكل قد انشق إلى اثنين، من فوق إلى أسفل. والأرض تزلزلت، والصخور تشققت، والقبور تفتحت. وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته، ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين” (مت27: 50-53). ما أسعد سكان أورشليم، الذين أبصروا جوقة الأنبياء والقديسين الذين قاموا ودخلوا المدينة المقدسة بعد أن نقل السيد المسيح أرواحهم من الجحيم إلى الفردوس. أليس هذا هو إعلان مبكر لاجتماع القديسين، وعربون لدخولهم بأجساد القيامة النورانية إلى ملكوت الله فى اليوم الأخير..؟ |
|