مريم العذراء المؤمنة
“طوبى للتّي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الربّ”. مريم العذراء آمنت ببشارة الملاك جبرائيل لها بانّها ستلد ابنها يسوع بقدرة الرّوح القدس.
يقول البابا يوحنّا بولس الثاني في رسالته العامّة “أمّ الفادي”:
“يمكننا أن نقارن بين إيمان مريم وإيمان إبراهيم الذي يدعوه الرّسول “أبًا لنا في الإيمان” (رو 4/ 12). ففي التبرير الخلاصيّ الذي أوحى به الله، نرى أنّ إيمان إبراهيم هو مطلع العهد القديم، فيما يَستهِلّ إيمان مريم في البشارة العهد الجديد. وكما أنّ إبراهيم “آمن على خلاف كلّ رجاء فصار أبًا لأمم كثيرة” (رو 4/ 18)، كذلك مريم في البشارة، فقد آمنت، بعد أن أشارت إلى عزمها على البتوليّة (“كيف يكون ذلك وأنا لا أعرف رجلا ً؟”)، إنّها ستصير أمًّا لابن الله بقدرة العليّ، بالرّوح القدس، كما أوضح الملاك: “المولود منك سيدعى قدّوسًا وابن الله” (لو 1/ 35 )… أن نؤمن يعني أن نستسلم إلى حقيقة كلمة الله الحيّ، وعيًا منّا وإقرارًا في تواضع “كم أنّ أحكامه بعيدة عن التنقيب وطرقه عن الاستقصاء” (رو11/ 33). ومريم التي يمكن القول أنّها وُضعت، بإرادة العليّ الأزليّة، في وسط “طرق الله هذه البعيدة عن الاستقصاء”، وهذه “الأحكام البعيدة عن التنقيب”، ترضخ لها في ظلمة الإيمان، وتقبل قبولا ً كلّيًا، والقلب منفتح، مضامين مخطـّط الله كلّها”.