رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
جسد يسوع “ثم إن يوسف الذى من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع، فأذن بيلاطس، فجاء وأخذ جسد يسوع” (يو19: 38). كان سكان الرامة يحبون اسم يوسف للرجال وراحيل للنساء، لأن راحيل حينما ولدت بنيامين تعسرت ولادتها وتوفيت ودفنت فى الرامة بجوار بيت لحم. وكان يوسف هو ابنها البكر المحبوب من أبيه يعقوب ورمز إلى السيد المسيح، وصار ملكاً على مصر وسجد له إخوته كما أعلن له الرب. فى بيت لحم ولد السيد المسيح، وعندما ذبح هيرودس الملك أطفال بيت لحم طمعاً فى القضاء على الطفل الملك المولود تحققت نبوة أرميا النبى القائلة “صوت سُمع فى الرامة نوح بكاء مر، راحيل تبكى على أولادها وتأبى أن تتعزى عن أولادها، لأنهم ليسوا بموجودين” (أر31: 15، انظرمت 2: 18). لم تكن مصادفة أن يدفن يوسف الرامى جسد يسوع.. لأن راحيل الحقيقية الآن هى مريم أم يسوع تبكى وحيدها الذى قتله اليهود.. ونساء اليهودية يبكين معها من أجل الملك الذبيح. ولكن وعد القيامة كان هو مصدر العزاء، لأن الذى مات بحسب الجسد كان هو الحى الذى لا يموت الذى قهر الموت بسلطان لاهوته وقام من الأموات منتصراً، لم تعد راحيل العهد الجديد لا تريد أن تتعزى، بل هذا هو وقت العزاء والفرح بالخلاص الذى تم. كان يوسف الرامى تلميذاً ليسوع ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، ولكنه لما أخذ جسد يسوع تحول من الخوف إلى المجاهرة، وذهب ليدفن على مرأى ومسمع من اليهود المنافقين. إن من يأخذ جسد يسوع فى سر القربان المقدس مثل يوسف يتحول الخوف فيه إلى شجاعة، فلا يعود يرهب الشياطين، وقوات الظلمة الروحية، بل يصير تلميذاً قوياً شاهداً للرب. التناول من جسد يسوع يمنح قوة وشجاعة وثباتاً فى المسيح ومجاهرة بالإيمان به كفادٍ ومخلص.. فلنفهم إذاً قوة هذا الجسد، وكيف تعمل فينا عجباً فى سر القربان المقدس!! لقد حمل يوسف ونيقوديموس جسد يسوع ووضعاه فى القبر، ولكن قوة القيامة كانت فى ذلك الجسد الذى حملاه. لاشك أن الكنيسة قد منحتهما الكهنوت فيما بعد لأنهما حملا جسد الرب بإيمان ووضعاه فى الأكفان.. طوباك يا يوسف الرامى وطوباك يا نيقوديموس. |
|