رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا شنودة الثالث الإنسان قد لا يبدأ مع الله، لأسباب عديدة: * ربما لأنه مغلوب من شهواته. تضغط عليه الشهوة من داخل قلبه، أو تحاربه بشدة من الخارج، وتؤثر عليه وتأسره. بحيث أصبح يحب الخطية، ولا يريد أن يبرأ منها (يو 5: 6). فماذا يفعل مثل هذا الإنسان؟ هل ييأس ويفقد الرجاء؟ أم أن الله يبدأ العمل معه: يفتقده، ويقرع على بابه، ويجتذبه إليه؟ يقينًا إن هذا يحدث. * وربما الإنسان لا يبدأ، لأنه مشغول عن الله بأمور كثيرة: وهذه المشغوليات لا تترك له وقتًا يتفرغ فيه لله.. كما قال الرب لمرثا: "أنت تهتمين وتطربين لأجل أمور كثيرة، ولكن الحاجة إلى واحد" (لو 10: 41، 42).. إنسان ليس لديه وقت لله.. ليس وقت للصلاة، ولا للقراءة والتأمل، ولا للخدمة.. يحتاج إلى يد قوية، تنزعه من كل هذا.. * وربما الإنسان لا يبدأ، بسبب الجهل. لا يعرف كيف يبدأ. مثل أهل نينوى الذين قيل عنهم إنهم "لا يعرفون يمينهم من شمالهم" (يون 4: 11)، فبدأ الله معهم، وأرسل إليهم يونان النبي ليهديهم إليه. ومثل شاول الطرسوسي، الذي كان بجهل يضطهد الكنيسة (1 تي 1: 13). فكان لابد أن يظهر له المسيح ويجتذبه إليه. وأيضًا حينما تأثر بهذا الظهور وآمن، قال "ماذا تريد يا رب أن أفعل؟" (أع 9: 6). عبارة "ماذا أفعل؟" قالها أيضًا الشاب الغني (مت 19: 16). وقالها أيضًا اليهود في يوم الخمسين (أع 2: 37). ويقولها كثيرون.. * وربما الإنسان لا يبدأ، بسبب الضعف. · فهو يقول "الشر الذي لست أريده إياه أفعل"، "الإرادة حاضرة عندي، وأما أن أفعل الحسني فلست أجد"، "أري ناموسًا آخر في أعضائي، يحارب ناموس ذهني، ويسبيني إلى ناموس الخطية"، "ويحي أنا الإنسان الشقي، من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 18-24). · إذن لا بُد أن يبادر الله، وينقذ مثل هذا الإنسان.. |
|