منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 08 - 2021, 01:29 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765


القديسة مريم فى طريق الجلجثـة





القديسة مريم فى طريق الجلجثـة
تعالوا أيّها الخاطئون، تعالوا وأنظروا إن كان يمكنكم تحمّل مشهد محزن كهذا. هذه الأم الرقيقة والمُحبة تلتقي ابنها الحبيب وسط أولئك الذين يجرّونه إلى ميتة قاسية. تأملوا أيّها الأحباء الحزن الكبير عندما التقت أعينهما، حزن الأم القديسة وهي تنظر إلى ابنها. في طريقِ الجلجثة سار السيّد والجنودُ تسعى كي تُخلي الطريق، إذ تزاحمَ الجميع ليَرَوْ كيف يُكافئُ من صنع المعجزات. كان ينزِفُ الحبيب بعد أن ضُرب بسياطٍ وبتاجِ الشوكِ ملّكوه وبصُراخ الهازئين وبحكم موت العارِ لكي يكرّموه. في طريقِ الجلجثة، سارَ الحبيب، سارَ طوعاً وأختياراً للصليب مثلَ شاةٍ ساقوه للذبحِ وكانت مريم واقفة بين الجموع وبقربها يوحنا وبعض النسوة.بالأمس لم يغمض لها جفن، إذ كان ابنها يسوع في أيدي أعدائه.


ها هو بيلاطس يقف فيغسل يديه من دم ابنها ويعلن تنازلاً لرغبة الجماهير المطالبة بقتله "ليصلب" وعندما رنَّ في أذنيها قرار الحكم جاز في قلبها سيف الحزن عميقاً، ورفعت عينيها إلى السماء، واستسلمت لمشيئة الآب السماوي دون أيّ تذمرّ، وصلّت لتوبة أعداء ابنها.ورأت صليباً كبيراً يوضع على كتف ابنها، والجنود ينهالون عليه بالضرب واللكم، ويا لهول وقع هذا الحمل الثقيل على قلب الأم! وكأني بها تصرخ: لماذا كلّ هذا! لماذا الصليب على كتفك الناعم يا حبيبي! يا ليتني أحمله مكانك، فأنا فداك... ولكنّها تيقّنت بأنه سيعانق صليبه راضياً هادئًا وكأنه يعانق العالم بكلّ خطاياه.


لقد بدأت المسيرة الصاعدة إلى القمّة، قمّة الجلجلة، إنها لا تتوانى من الصعود معه، وكأنها تحمل الصليب معه. هيّا يا إخوتي، نصعد نحن أيضاً معها وبرفقتها.لم يَغب يسوع عن نظرها لحظة، فهي تحمل معه الصليب، ومعه تسير على طريق الاستشهاد والفداء، ومعه تتلقّى الضرب واللطم، وتسمع صراخ الجماهير الهائجة، وها هو يسوع يسقط تحت الصليب الثقيل، وتحاول من بين الجموع أن تصل إلى ابنها لعلّها تساعده وتشدّده وتعانق معه مشيئة الآب السماوي.وتمكّنت مريم اختراق الجماهير واستطاعت أن تقف أمام ابنها.


مسحت دموعها لأن إيمانها أقوى من حزنها، ولأن استسلامها لمشيئة الآب هي كاستسلامه هو. نظرت إليه كما نظر إليها، وفهمت أن ضرورة مشاركتها له في آلامه وصليبه هو في مخطّط الله. فشجّعها كما شجّعته، وابتسما معاً لسرّ الفداء الذي سيتمّ بعد ساعات قلائل، فتتصالح البشريّة بموت ابنها مع الخالق وتحرّر الأرواح المسجونة في مقرّ الموتى وتنطلق إلى السماء التي ستُفتح لهم من جديد بعد لحظات.الجموع تتدفّق من كلّ صوب وناحية، والطريق تصعد رويداً رويداً إلى الجبلوالصليب يزداد ثقلاً كلّما زاد تعب يسوع المنهوك القوّى.


مريم تصلّي، مريم تستصرخ الآب السماوي، مريم تتحدّث في قلبها مع ابنها وربّها. ها قد اقتربتَ يا بنيّ من الجبل، تمالك نفسك، ها هي البشريّة من أول الخليقة حتّى القيامة تنتظر تحقيق الفداء، فتشدّد يا بنيّ. نعم إنهض من جديد وتابع الدرب، فالمسيرة شاقّة ولكن الثمرة شيّقة وشهيّة.بدأت نهاية حياة ابنها منذ أن خانه يهوذا وأنكره بطرس وهرب التلاميذ.قواه تخور، فقد أصبحت واهية، ولكنه لم ينبس ببنت شفة. انظروا إليه تحت الصليب، لا يصرخ ولا يتأوّه ولا يتذمّر وهو البريء، بل البراءة بالذات. هل يمكن أن ترى ابنها يقبل أشنع الآلام وترفض هى أن تتحمّل أقلّ الصعاب؟! لقد قالتها من قبل: "ليكن لي بحسب قولك" واستسلمت دوماً لمشيئة الله


.يا للصوت القاسي، صوت المطرقة، وهى تدخّل المسامير في يدي ابنها على الصليب، ويا لعظمته في صمته وهو يلتصقُ بهذا الصليب الذي من أجله جاء وتجسّد. ها انها تخشعُ مع الملائكة وترفع نظرها إلى الأب السماوي وتتَّحدُ بكلّ قواها بآلامه المبرحة.أيتها الجراحات المقدسة، فأنت مزمعة أن تبقي مفتوحة في جسم الإبن الحبيب لكي تكوني ملجأً منيعاً لجميع أولئك الذين يبادرون نحوك محتمين فيك. لأنه كم وكم من البشر هم عتيدون أن يقبلوا بواسطتك غفران خطاياهم، وبك تلتهب قلوبهم بمحبة الخير الأعظم.أيتها الأشواك القاسية والمسامير والحربة الجارحة المؤلمة، كيف أمكنكِ أن تعذِّبي بهذا المقدار خالقك؟ فهوذا يسوع قد مات ليخلصك أيها العالم، فليس هو زمنك بعد الآن زمن الخوف والفزع، بل زمن الحب والمحبوب. زمن الانعطاف بالحب الحقيقي، نحو من أظهر لك حقائق حبه إياك باحتماله حباً بك هذا المقدار من الآلام الشديدة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عشية ودورة اليوم الحادي عشر من نهضة صوم القديسة العذراء مريم | بدير القديسة العذراء مريم -جبل أسيوط
"إخوة يسوع" هم أولاد القديسة مريم زوجة كلوبا، أخت القديسة مريم العذراء
القديسة العذراء مريم هي مثالنا في طريق كمالنا الروحي
ان القديسة العذراء مريم هي مثالنا السامي في طريق كمالنا الروحي -بقلمي
الاحتفال بعيد | نياحة القديسة حنة والدة القديسة العذراء القديسة مريم


الساعة الآن 06:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024