شروخًا في الجدار!
قوة الله، الذي يسمع ويستجيب للصلاة. تأمل ما يلي:
1) الله كلي القدرة يستطيع كل شيء، ولا يستحيل عليه شيء (لوقا 37:1).
2) الله كلي القدرة يدعو شعبه لكي يصلي إليه. وينبغي أن تكون الصلاة بلجاجة (لوقا 1:18)، وبشكر (فيلبي 6:4)، وبإيمان (يعقوب 5:1)، وفي إطار إرادة الله (متى 10:6)، ولمجد الله (يوحنا 13:14-14)، وبقلب صالح أمام الله (يعقوب 16:5).
3) الله كلي القدرة يسمع صلوات أبناؤه. هو يوصينا أن نصلي، ويعدنا أن يصغي عندما نصلي. "فِي ضِيقِي دَعَوْتُ الرَّبَّ وَإِلَى إِلَهِي صَرَخْتُ فَسَمِعَ مِنْ هَيْكَلِهِ صَوْتِي وَصُرَاخِي قُدَّامَهُ دَخَلَ أُذُنَيْهِ" (مزمور 6:18).
4) الله كلي القدرة يستجيب الصلاة. "أَنَا دَعَوْتُكَ لأَنَّكَ تَسْتَجِيبُ لِي يَا اللهُ" (مزمور 17: 6). "أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ" (مزمور 34: 17).
فكرة أخرى شائعة هي أن مقدار إيماننا يحدد إن كان الله سيستجيب لصلواتنا أم لا. ولكن، في بعض الأحيان يستجيب الله لصلواتنا بالرغم من عدم إيماننا. في أعمال الرسل 12، كانت الكنيسة تصلي من أجل إطلاق سراح بطرس من السجن (الآية 5)، وإستجاب الله للصلاة (الآيات 7-11). وذهب بطرس إلى مكان الاجتماع وقرع الباب، ولكن المجتمعين للصلاة رفضوا في البداية أن يصدقوا أنه بالفعل بطرس. فبالرغم من صلاتهم من أجل إطلاق سراحه، لم يتوقعوا أن الله سيستجيب لهم.
في عام 1860 م, كان في أرمينيا, المُحتلَّة من الأتراك, تاجر مسيحي تقي, نشأ في عائلة مسيحيَّة عريقة في الإيمان.
أراد هذا التاجر أن يُرسِل بضاعة إلى مدينة أُخرى, ولما لم تكن آنذاك سكك حديديَّة, فإنَّه حمَّل البضاعة على قافلة من الدواب, واصطحبها ليُوصِّلها.
وفي الطريق حلَّ الليل, فنصب التاجر خيامه في الصحراء, وكان بعض الأكراد يتعقَّبونه ليسرقوه. وتحت جنح الظلام اقتَرَبوا للسرقة, ولكنَّهم وجدوا, ولدهشتهم الزائدة, حوائط عالية كأسوار حول القافلة, وهذه الحوائط لم تكن موجودة من قبل في ذلك المكان! فأتوا في الليلة التالية, فوجدوا ذات الحوائط العالية التي لا يُمكن أن يخترقوها أو يتسلَّقوها. ثم في الليلة الثالثة, ذهبوا أيضًا, ولكنهم في هذه الليلة وجدوا شروخًا في الحائط أمكنهم أن ينفذوا منها.
اقترب رئيس اللصوص من التاجر المسيحي وقال له: ”لقد تابعناكُم منذ خروجكُم من بلدكم, وكُنَّا عازمين أن نسلبكُم, ولكننا وجدنا في كل ليلة حوائط شامخة حولكُم, إلاَّ في هذه الليلة فقد وجدنا شروخًا في الحائط؛ فنفذنا منها. إنَّنا لن نمسَّكُم بسوء إن أخبرتمونا عن سِرِّ هذه الحوائط“.
فاندهش التاجر وقال: ”يا صاحبي, إنِّي لمْ أَبنِ هذه الحوائط كما لا عِلم لي بها, ولكنِّي كنتُ كل يوم أُصلِّي إلى الله طالبًا حراسته وحفظه. إنَّني أثق فيه أنَّه يحفظني من كل شر. ولكن حدث في الليلة البارحة أنَّني كنتُ مُتعَبًا جدًّا ومُرهَقًا من السفر, فرفعتُ صلاة ضعيفة, وربَّما كان هذا هو السبب الذي لأجله رأيتُم شروخًا في الجدار!“
كان هذا الحديث كافيًا ليجعل أُولئك الأكراد اللصوص يُسلِّمون حياتهم إلى إله ذلك التاجر, ويُؤمنون بالرب يسوع ويقبلون خلاصه, بل أصبحوا مُؤمنين أتقياء. أمَّا التاجر الأرمني, فلم ينسَ قط ذلك الشرخ في جدار حياته.