منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 30 - 07 - 2021, 04:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,309,793

” وأنا ممجد فيهم ” (يو 17: 10)



” وأنا ممجد فيهم ” (يو 17: 10)



قال السيد المسيح: “أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم.. من أجلهم أنا أسأل. لست أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتنى لأنهم لك. وكل ما هو لى فهو لك. وما هو لك فهو لى. وأنا ممجد فيهم” (يو17: 6، 9، 10).

إن حياة القديسين الذين آمنوا بالسيد المسيح، وتمتعوا بخلاصه العجيب، قد صارت لمجد اسمه القدوس.

فسيرتهم العطرة، وأقوالهم الحسنة، وأعمالهم الطيبة قد صارت كلها لمجد السيد المسيح الذى افتداهم واشتراهم بدمه وقدسهم بروحه القدوس الذى من عند الآب ينبثق.

من الأشياء الجميلة أن يقول السيد المسيح عن تلاميذه: “أنا ممجد فيهم”.. إنها ثقة عجيبة بما سوف يعمله فيهم وبواسطتهم لمجد الله.

كيف تحول الخطاة إلى قديسين.. وكيف تحول فساد البشرية التى كانت ترزح تحت عبودية إبليس إلى تمجيد اسم الله فى حياة أولاده. كل هذا صنعه السيد المسيح بصورة أبهرت عقول السمائيين.

بهذا تغنى معلمنا بولس الرسول فقال: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة. إذ سبق فعيننا للتبنى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب” (أف1: 3-6).

إن الله لم يخلق العالم فقط بواسطة أقنوم الكلمة. ولكنه أيضاً خلّص العالم بنفس الأقنوم الإلهى الذى هو كلمة الله المتجسد.

وقد أعاد أقنوم الكلمة خِلقة البشرية من جديد بالفداء الذى صنعه على الصليب وبما ترتب عليه من نعم وبركات سمائية.

لذلك يقول الكتاب “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). حقاً لقد خلقنا السيد المسيح من جديد حينما خلصنا من عبودية الشيطان، وأعطانا نعمة التجديد والبنوة “بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس” (تى3: 5).

بهذا تمجد السيد المسيح الرب باعتباره هو حكمة الله وقوة الله، وبواسطته تم الفداء وخلاص البشر من حكم الموت الأبدى. وتمت المصالحة بين الله والإنسان. وأصبح من الممكن أن يعود الإنسان إلى الصورة الجميلة التى خلقه الله فيها على صورته ومثاله.

لقد صار القديسون هم رائحة المسيح الذكية، ورسالته المقروءة من جميع الناس..

وجميل جداً أن يتصور السيد المسيح فى حياة قديسيه وتلاميذه حسبما قال معلمنا بولس الرسول عن مخدوميه: “يا أولادى الذين أتمخض بكم أيضاً إلى أن يتصور المسيح فيكم” (غل4: 19).

عبارة “أنا ممجد فيهم” تعنى أننا قد لبسنا البر الذى للمسيح حينما صرنا أولادًا لله فى المعمودية ويتجدد مفعولها فى باقى الأسرار والوسائط الروحية، وينبغى أن يتمجد السيد المسيح فينا وبواسطتنا.

من أجل السيد المسيح خُلقت الخليقة، وبواسطة السيد المسيح خُلقت الخليقة. وبواسطته أيضاً ومن أجله تم تجديد البشرية بالفداء. “لأنه لاق بذاك الذى من أجله الكل، وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام. لأن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد. فلهذا السبب لا يستحى أن يدعوهم إخوة قائلاً: أخبر باسمك إخوتى وفى وسط الكنيسة أسبحك.. فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم، اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس” (عب2: 10-12، 14).

فى قول معلمنا بولس الرسول السابق أن المُقدِّس والمُقدَّسين جميعهم من واحد. يقصد أن المُقدِّس هو: السيد المسيح، والمُقدَّسين هم: جماعة المؤمنين. وهم جميعاً أبناء لآدم من جهة وأبناء لله من جهة أخرى.

فبحسب الجسد السيد المسيح هو من نسل آدم، وبحسب لاهوته هو مولود من الآب بالطبيعة قبل كل الدهور.

والمؤمنون هم من نسل آدم بحسب الجسد، ومن الناحية الروحية قد نالوا التبنى بالميلاد الفوقانى بالمعمودية.

السيد المسيح أخذ الذى لنا (البنوة لآدم) وأعطانا الذى له (البنوة لله). ومفهوم طبعاً أن بنوتنا لله لا تساوى بنوة السيد المسيح الذى له نفس الجوهر الإلهى الذى للآب.

لهذا السبب لا يستحى أن يدعو مؤمنيه إخوة لأنه قد اشترك معهم فى اللحم والدم أى فى طبيعتهم البشرية، كما أنه منحهم بالنعمة البنوة لله حتى ينادوا الله الآب أباً لهم كما منحهم السيد المسيح أن يقولوا.

لقد تمجد السيد المسيح بالفداء الذى صنعه بكل حكمة وفطنة لأجلنا، وتمجد فى إظهار قدرته الإلهية فى تحويل الخطاة إلى قديسين، وتمجد بما يعمله بواسطة هؤلاء القديسين من أعمال عظيمة قد سبق فأعدها ليسلكوا فيها.

حقاً ما أعجب تدبيرك أيها الآب، يا من منحتنا كل هذه الإمكانيات المجيدة بواسطة ابنك الوحيد الحبيب.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الخدام | المسيح ساكن فيهم، المسيح يتحرك فيهم
حد يعرف يميز فيهم الحكيمات ومين فيهم الجاهلات؟؟
أنا الغريب وأنا المسافر وأنا العائد وأنا المستمر مع نفسي حتى النهاية
وأنا ممجد فيهم
"وعرفتهم أسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم"


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025