وقد أوضح القديس بولس الرسول أهمية فهم هذه العلاقة بين الآب والمسيح فقال: “لأنه لمن من الملائكة قال قط: أنت ابنى أنا اليوم ولدتك. وأيضاً أنا أكون له أباً وهو يكون لى ابناً. وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله. وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار. وأما عن الابن: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور” (عب1: 5-8).
إن القديس بولس الرسول فى اقتباسه من مزمور “كرسيك يا الله إلى دهر الدهور” (مز44: 6). قد أوضح أن المقصود بهذه العبارة هو الله الابن.
لذلك فإن تمجيد الابن هو تمجيد للآب، وتمجيد الآب هو تمجيد للابن لسبب وحدانية الجوهر الإلهى. فمجد الآب والابن والروح القدس هو مجد إلهى واحد.
وبهذا نفهم معنى الحوار الذى دار بين الابن والآب “أيها الآب مجد اسمك. فجاء صوت من السماء مجدت وأمجد أيضاً” (يو12: 28) إنه وعد من الآب بتمجيد اسمه من خلال ابنه الوحيد “ليمجدك ابنك أيضاً” (يو17: 1). فالآب يمجد الابن ليتمجد الآب بالابن. وهكذا يكون مجد المحبة الأزلية.