رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المثل الأعلى فى الاتضاع وضع السيد المسيح لنا مثالاً لكى نقتفى أثر خطواته. وصنع لنا ما لا يخطر على البال. وقال للتلاميذ: “أعطيتكم مثالاً، حتى كما صنعت أنا بكم تصنعون أنتم أيضاً” (يو13: 15). فى تواضعه العجيب انحنى وغسل أرجل تلاميذه.. وهو الذى يغطى الشاروبيم والسارافيم أرجلهم أمام بهاء عظمة مجده. ماذا رأيت أيها الساراف وماذا أبصرت؟.. وكيف افتكرت أيها الكاروب الممتلئ أعيناً وفهماً ومعرفة، حينما انحنى السيد المسيح نحو أرجل التلاميذ ليغسلها؟!.. هل غطيت وجهك بجناحيك مما رأيته من المجد البهى، أم من الانسحاق؟ أم رأيت مجد التواضع باهراً يخطف العقل والبصر معاً، فهتفت قائلاً: إن السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. وأنت يا سيدى يسوع المسيح: كنت تغسل أرجل تلاميذك فى وسط تسابيح الملائكة، تلك التى لم تشغلك إلى لحظة واحدة عن إتمام قصد محبتك.. مقدّماً الطاعة الكاملة لأبيك السماوى، الذى فرح قلبه بطاعتك الكاملة فى الجسد كخادم للخلاص.. “فلما كان قد غسل أرجلهم، وأخذ ثيابه واتكأ أيضاً قال لهم أتفهمون ما قد صنعت بكم. أنتم تدعوننى معلماً وسيداً، وحسناً تقولون لأنى أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمعلم قد غسلت أرجلكم فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض” (يو13: 12-14). الكاهن يغسل أرجل المعترفين فى سر التوبة والاعتراف. وهو يحتمل ضعفاتهم ويصلى عنهم، وينسحق أمام الرب بدموع لأجلهم.. وبدموع خدمته الكهنوتية يغسل أقدامهم من وسخ الخطية. والخادم يغسل أرجل المخدومين بتعبه من أجل تطهير حياتهم.. بتعليمه.. بعظاته الممسوحة بالروح القدس. كما قال السيد المسيح: “أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذى كلمتكم به” (يو15: 3). والإنسان المسيحى يغسل أرجل إخوته بتعامله معهم بمحبة واتضاع.. باحتمال ضعفاتهم.. بأن ينسب إلى نفسه خطاياهم.. لأن من يحمل خطايا غيره باتضاع ومحبة، يكون كمن ينحنى ويغسل أقدامهم. |
|