من أجل قساوة قلوبكم
سألوا السيد المسيح “لماذا أوصى موسى أن يعطى كتاب طلاق فتطلق”؟! (مت19: 7). فأجابهم قائلاً: “إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم. ولكن من البدء لم يكن هكذا. وأقول لكم إن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزنى. والذى يتزوج بمطلقة يزنى” (مت19: 8، 9).
حينما شرح السيد المسيح سبب منع الطلاق إلا لعلة الزنى فى شريعة العهد الجديد تكلم عن قصد الله فى تكوين الأسرة فى بداية الخليقة. وقال عن الطلاق الذى سمح به موسى “من البدء لم يكن هكذا” بل شرح باستفاضة أكثر حينما سأله الفريسيون: “هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟ فأجاب وقال لهم: أما قرأتم أن الذى خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى؟ وقال: من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً. إذاً ليسا بعد اثنين بل جسد واحد. فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان” (مت19: 3-6).
لقد تزايدت القساوة فى قلب الإنسان حتى أن الرب سمح للرجل أن يطلق امرأته خوفاً عليها من شدة قسوة الرجل الذى ربما يصل به الأمر أن يقتلها إذا كرهها كراهية شديدة.. أو ربما تقتل هى نفسها تخلصاً من قساوة رجلها.. أو قد تتعرض للغواية من رجل آخر يمنحها الحب والحنان فى مقابل القسوة التى يعاملها بها زوجها.
كل ذلك فى إطار الحياة تحت الناموس الموسوى فى العهد القديم. وبدون النعمة الفائقة التى ينالها المؤمنون بالمسيح فى العهد الجديد، والتى تجعل الإنسان قادراً على التحمل حتى إلى الاستشهاد من أجل محبته للفادى الذى اشتراه بدمه ومنحه سلطاناً لحياة البنوة، ومعونة من الروح القدس الساكن فيه.