![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() شريعة الكمال وصايا العهد الجديد هى كمال الوصية، ولذلك تطلق الكنيسة على السيد المسيح {مشرع شريعة الكمال وواضع ناموس الأفضال}. إن وصية عدم الزنى الفعلى؛ تطوّرت إلى عدم الزنا لا بالفعل ولا بالفكر. ووصية عدم القتل؛ تطوّرت إلى وصية عدم الغضب وعدم الكراهية فى القلب. ووصية عدم الحنث بالقسم؛ تطوّرت إلى وصية عدم القسم على الإطلاق. ووصية محبة القريب وبغض العدو؛ تطوّرت إلى وصية محبة الأعداء، والإحسان إليهم، والصلاة من أجل خلاصهم من الهلاك الأبدى وعبودية الشيطان. واتسع مفهوم القريب إلى كل إنسان فى البشرية، وانحصر مفهوم بغضة العدو فى بغضة الشيطان والشر بصفة عامة. ووصية من طلق امرأته (لأى سبب) فليعطها كتاب طلاق؛ تطوّرت إلى عدم السماح بالطلاق بين زوجين مسيحيين إلا لعلة الزنا.. ولا زواج للمطلقين لخطئهم. لقد عاشت البشرية فى ظل شريعة الناموس وهى شريعة الجسد أو شريعة العبودية زمناً طويلاً حتى جاء السيد المسيح وأعطى شريعة البنوة التى هى شريعة الكمال. وإلا فما فائدة تجسد ابن الله الوحيد ومجيئه إلى العالم وصلبه وموته وقيامته وإرساله الروح القدس لتولد الكنيسة فى يوم الخمسين؟! البعض ينتقدون شريعة العهد القديم. ولكن هذا النقد غير لائق. لأن الإنسان لم يكن يحتمل أن يحيا حسب شريعة الكمال بدون الفداء، والميلاد الفوقانى، ومعونة الروح القدس وعمله فى أسرار الكنيسة السبعة. الوصية مقدسة؛ ولكن الإنسان لم يكن بإمكانه أن ينفذ أكثر مما ورد فى شريعة موسى قبل إتمام الفداء. ربما توجد لمحات أو تجليات فى ظروف خاصة أشارت إلى حياة العهد الجديد مثل امتناع داود الملك الممسوح عن قتل شاول الملك المرفوض، الذى كان يطارده بغية قتله؛ لأنه قال: “حاشا لى من قِبل الرب أن أمد يدى إلى مسيح الرب” (1صم26: 11). ولكن داود النبى فى موقف آخر قتل قائداً مخلِصاً من قواده فى الجيش هو “أوريا الحثى” فى محاولة منه لإخفاء خطيته مع بتشبع زوجة أوريا (انظر 2صم 11). لم يكن من الممكن أن يُطالب الله البشر من أبنائه بحياة الكمال وبوصايا الكمال إلا فى عهد النعمة والمصالحة والخلاص والتجديد. كيف يطالب الله الإنسان بمحبة الأعداء، قبل أن يمنحه قلباً جديداً نقياً مؤيداً بقوة الروح القدس الذى يمنح الإنسان المتمتع بالخليقة الجديدة ثمرة المحبة. لأن “ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان” (غل5: 22). إن ثمرة المحبة التى يمنحها الروح القدس للإنسان هى ثمرة فائقة للطبيعة بقدرات فائقة لا يقوى عليها البشر العاديون. ولكن ينالها المؤمنون الذين يقبلون الروح القدس بعد التجديد بحميم الميلاد الجديد. |
![]() |
|