منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 07 - 2021, 05:06 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون


طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون

بعد أن طوب السيد المسيح الودعاء قال: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يُشبعون” (مت5: 6).
ونريد أن نشرح معنى الجوع والعطش المقصود ومعنى البر الذى قصده السيد المسيح بكلامه.
الجوع والعطش
الإنسان الجسدانى، الذى يهتم باحتياجات جسده فقط، يشعر بالجوع والعطش الجسدانى ويسعى باستمرار لإشباع هذا الجسد بكل الوسائل. ولكنه لا يشعر بأن روحه هى أيضاً تحتاج إلى الغذاء والشراب الروحى. ولهذا فهو يترك روحه بلا غذاء ولا شراب، وتضعف الروح ويضعف تأثيرها على الجسد وتفقد قدرتها على قيادته.
فالسيد المسيح بقوله: “طوبى للجياع والعطاش إلى البر”، فإنه يمدح ويغبط ويطوّب أولئك الذين يشعرون بأهمية الجانب الروحى فى حياتهم، فلا ينشغلون باحتياجات الجسد عن احتياجات الروح. ولذلك فهم يمارسون الصوم مع الصلاة لكى تأخذ الروح فرصتها وغذاءها.
الروح تغتذى بكلام الله، وترتوى من مياه النعمة، أى من سكيب الروح القدس. وتشتاق دائماً أن تنال نصيبها لتحيا وتنمو فى معرفة الله وفى محبته. وهذا هو معنى الجوع والعطش إلى البر الذى فى المسيح.
معنى البر
البر المقصود فى كلام السيد المسيح، هو بر الله فى المسيح يسوع.. فليس هناك بر حقيقى بدون المسيح.
ويتضح ذلك من كلام القديس بولس الرسول “بر الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل وعلى كل الذين يؤمنون” (رو3: 22)، “الفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة.. ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع” (رو3: 24-26).
فلا يوجد بر إلا بالإيمان بالمسيح.. أما أى بر آخر فيه اتكال على الذات فهو يعطل البر الذى فى الإيمان. مثلما قيل على اليهود الذين إذ أرادوا أن يثبتوا بر أنفسهم لم يدركوا البر الحقيقى. وهذا شرحه أيضاً القديس بولس الرسول بقوله: “إن الأمم الذين لم يسعوا فى أثر ناموس البر أدركوا البر. البر الذى بالإيمان. ولكن إسرائيل وهو يسعى فى أثر ناموس البر، لم يدرك ناموس البر. لماذا؟ لأنه فعل ذلك ليس بالإيمان، بل كأنه بأعمال الناموس” (رو9: 30-32).
فالإنسان الذى يسعى لإثبات بر نفسه -بعيداً عن الإيمان بالمسيح- يفقد فرصة التمتع ببر المسيح.
وقد لقب السيد المسيح بلقب “البار”، مثلما قال بطرس الرسول عنه لليهود بعد معجزة شفاء الأعرج عند باب الهيكل: “أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل. ورئيس الحياة قتلتموه، الذى أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك” (أع3: 14، 15). وكذلك القديس اسطفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء قال نفس اللقب عن السيد المسيح أمام مجمع اليهود: “أى الأنبياء لم يضطهده أباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذى أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه” (أع7: 52).
كذلك حنانيا أسقف دمشق الذى عمّد بولس الرسول قال له وقت عماده: “إله آبائنا انتخبك لتعلم مشيئته وتبصر البار وتسمع صوتاً من فمه” (أع22: 14)، وكان السيد المسيح قد ظهر لشاول الطرسوسى الذى هو بولس الرسول وتكلم معه وهو فى طريقه إلى دمشق.
وقد ورد هذا اللقب عن السيد المسيح أيضاً فى كتب العهد القديم وذلك فى نبوة أرميا النبى فى قوله: “ها أيام تأتى يقول الرب وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجج ويُجرى حقاً وعدلاً فى الأرض فى أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمناً. وهذا هو اسمه الذى يدعونه به الرب برنا” (أر23: 5، 6). ومن الواضح أن هذا اللقب هو من ألقاب الله “الرب برنا” وذلك لأن السيد المسيح هو الله الظاهر فى الجسد، أى الله الكلمة المتجسد.
فإذا كان السيد المسيح هو “الرب برنا”، فإن من يشتاق إلى البر – يشتاق إلى السيد المسيح.
فالإنسان الذى يجوع ويعطش إلى البر، هو يجوع ويعطش إلى المسيح “البار” وإلى النعمة التى يمنحها للمؤمنين باسمه القدوس.. ومن يجوع إلى المسيح هو من يسعى ليغتذى بجسده المقدس حسبما قال “أنا هو الخبز الحى الذى نزل من السماء.. فمن يأكلنى فهو يحيا بى” (يو6: 51، 57).
من يجوع ويعطش إلى البر، هو من يسعى للامتلاء بالروح القدس من خلال وسائط النعمة التى رتبها السيد المسيح فى كنيسته المجيدة. فالامتلاء بالروح القدس هو ما قال عنه السيد المسيح: “من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه” (يو7: 38، 39).
فإنهم يشبعون
إن عطايا الله تنتظر من يريدها.. مثلما قال الآباء: [الفضيلة تريدك أن تريدها]. الجوع إلى البر يؤدى إلى الشبع.
والعطش إلى البر يؤدى إلى الارتواء كقول الرب للمرأة السامرية عن الماء المادى “من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد” (يو4: 13، 14).
الله يمنح عطاياه لمن يرغب فيها.. لمن يشعر بقيمتها فيضحى للحصول عليها.. لمن يعرف أن كنوز العالم كله لا تساويها.. لأنها هى العطية الفائقة والعظمى..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
طوبى الجياع والعطاش إلى البرّ .. لأنّهم يشبعون
طوبى للجياع والعطاش
طوبى للجياع والعطاش
طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون
طوبى للجياع والعطاش إلى البر،لإنهم يشبعون.


الساعة الآن 11:35 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024