![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() طوبى للحزانى لأنهم يتعزون “طوبى للحزانى لأنهم يتعزون. طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض..” (مت5: 4، 5) فى هذا التطويب كشف السيد المسيح بُعداً عميقاً من أبعاد الحياة المسيحية. وهو أن الصليب هو طريق المجد. الحزن المقصود فى هذا التطويب هو نوع من التعبير عن المحبة نحو الله أو نحو الآخرين. فمن يحزن على خطاياه مثلاً فقد بدأ طريق التوبة والرجوع إلى الله. لأن “الحزن الذى بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة” (2كو7: 10). ومن يحتمل الأحزان، يشارك السيد المسيح فى أحزانه بدلاً من أن يقول له الرب: “انتظرت من يحزن معى فلم أجد” (انظر مز69: 20). ربما تقترن الأحزان بالآلام وعن هذا يقول معلمنا بولس الرسول “إن كنا نتألم معه لكى نتمجد معه أيضاً” (رو8: 17). الحزن واحتمال الآلام من أجل الرب هى من الوسائل الفعّالة للامتلاء من الروح القدس. لهذا يقول معلمنا بطرس الرسول: “إن عُيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم” (1بط4: 14). والامتلاء بالروح القدس يمنح التعزية فى الحزن. الحزن مع المسيح هو أحد وسائل الالتقاء بالمسيح، لهذا فهو يؤدى إلى تعزيات روحية جزيلة. مع المسيح يكتشف الإنسان الكثير من أسرار الحياة الروحية والحياة الإلهية.. أى يعرف الله ومقاصده الإلهية بصورة أعمق بكثير. لاشك أن إبراهيم أب الآباء قد عرف الكثير عن الله وتدابيره ومقاصده حينما وضع إسحق على المذبح ليذبحه كمحرقة للرب حسب أمر الله له. هناك فهم إبراهيم حب ومقاصد الله الآب فى بذل ابنه الوحيد الجنس من أجل خلاص البشرية. لهذا قال السيد المسيح: “أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح” (يو8: 56). وكيف رأى إبراهيم يوم السيد المسيح إلا عندما شارك بمشاعره المقاصد الإلهية فى تقديم ذبيحة الابن الوحيد. إن الحزن الذى طوّبه السيد المسيح هو حزن المحبة التى تبذل نفسها وبلا حدود. والتى لا تستطيع أن تتجاهل الآخر، لأن الصليب هو منهجها المؤدى إلى مجد القيامة. الحزن الذى طوّبه السيد المسيح هو التخلى عن أفراح العالم الباطلة والزائلة لكى يفرح الإنسان بالرب. لهذا قال الكتاب إن “الذهاب إلى بيت النوح خير من الذهاب إلى بيت الوليمة” (جا7: 2). والحزن الذى طوّبه هو التعب من أجل ملكوت الله. مثل التعب فى الخدمة والتعب فى الجهاد الروحى واحتمال كل أنواع المعاناة من أجل الرب. ألم يقل الكتاب إن “الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج” (مز125: 5). إن التعب هو علامة الجدية والالتزام وتقدير المسئولية سواء فى الزراعة أو فى الجهاد الروحى أو فى خدمة ملكوت الله. لهذا وضع قداسة البابا شنودة الثالث منهجاً للرعاة فى الخدمة هو شعاره المشهور [ إذا تعبنا فى الخدمة يستريح الشعب، وإذا استرحنا نحن يتعب الشعب ]. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون |
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون (مت 5 : 4) . |
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون |
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون |
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون |