بدأ السيد المسيح تعليمه المقدس بمجموعة رائعة من التطويبات يغبط فيها الذين يسلكون بحسب قيادة الروح القدس ويتمتعون بعطاياه الغنية. وشرح السيد المسيح فى هذه التطويبات كيف يسلك الإنسان فى طريق الله حتى يصل إلى سعادة الملكوت بالرغم مما قد يعترض طريقه من صعوبات وآلام وأحزان.
كان جميلاً أن يبدأ السيد المسيح تعاليمه وتقديم شرائع الكمال التى للعهد الجديد بتطويب أولئك الذين سوف يقبلون شرائعه بفرح ومسرة ويسلكون فيها بشغف وطاعة ومحبة.
لم يذكر السيد المسيح فى بداية حديثه الويلات واللعنات التى تصيب الأشرار والخطاة إنما بدأه بالتطويبات. لأن الأصل فى علاقة الإنسان بالله هو أن الإنسان قد خلق على صورة الله ومثاله.. خلقه الرب ليحيا ويتمتع بحلاوة الشركة معه.. خلقه سعيداً طوباوياً ليحيا فى الفردوس ويتنعم بخيراته ويحيا فى عشرة مقدسة مع الخالق العظيم.