09 - 07 - 2021, 02:25 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
ملقين كل همكم عليه
أكمل السيد المسيح تعليمه بشأن الاتكال على الآب السماوى الذى يدبر كل شئون حياة أولاده لكى لا يحملوا هموم هذا العالم مثلما قال الرسول: “ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتنى بكم” (1 بط5: 7). فقال السيد المسيح: “ومن منكم إذا اهتم يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمون باللباس؟ تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو، لا تتعب ولا تغزل. ولكن أقول لكم إنه ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها. فإن كان عشب الحقل الذى يوجد اليوم ويطرح غداً فى التنور، يلبسه الله هكذا، أفليس بالحرى جداً يلبسكم أنتم يا قليلى الإيمان؟” (مت6: 27-30).
يتضح من هذا التعليم أن حمل الهموم هو من قلة الإيمان. فالذى يؤمن إيماناً حقيقياً بعناية الرب به لا يحمل هماً على الإطلاق، عالماً أن “كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو8: 28).
ويتضح أيضاً أن السيد المسيح يريد أن يحرر الإنسان من الرغبة فى اكتناز الأمور الدنيوية خوفاً من المستقبل المجهول، لأن الله يعتنى بكل الخليقة، ويستطيع الإنسان أن يرى أمثلة واضحة لعناية الله فى المخلوقات المحيطة به مثل زنابق الحقل التى تنمو بقدرة إلهية وتكتسى بأروع الألوان حتى أن سليمان فى كل مجده لم يلبس فى مثل جمال ما تكتسى هى به. وهذه الزنابق قد خلقها الله لأجل الإنسان ليتمتع بجمالها وليأخذ منها درساً عن عناية الله وقدرته “مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته” (رو1: 20).
لذلك أكمل السيد المسيح كلامه فقال: “لا تهتموا قائلين: ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس؟ فإن هذه كلها تطلبها الأمم. لأن أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها. لكن اطلبوا أولاً ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم. فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفى اليوم شره” (مت6: 31-34).
أراد السيد المسيح أن يميّز بين أولاد الله وأولاد العالم. فقال إن الأمم (أى فى ذلك الحين الوثنيين) يطلبون من آلهتهم الأمور المادية باستمرار. وعلاقتهم بهذه الآلهة تقوم أساساً على اهتمامهم بأجسادهم وأمورهم الدنيوية. أما أولاد الله فينبغى أن يطلبوا حياة القداسة التى تليق بهم كمخلوقين على صورة الله ومثاله. وأن يطلبوا أن يملك الله على حياتهم وقلوبهم وبهذا يتحقق ملكوت الله فى داخلهم.
إن الأمور الدنيوية الزائلة هى متاحة للجميع. لأن الله يشرق على الأبرار والأشرار بشمس النهار. ولكن الأمور الخاصة بملكوت الله لا تمنح إلا للأبرار الذين يطلبون من الله.
|