|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات فى حياة وخدمة السيد المسيح مفهوم البنوة لله إن السيد المسيح هو ابن الله الوحيد الجنس.. أى الوحيد الذى له نفس جوهر الآب وطبيعته وذلك فى ولادته الأزلية من الآب قبل كل الدهور. فبنوة السيد المسيح للآب هى بالطبيعة وهو الوحيد الفريد فى ولادته بهذه الصورة من الآب. ولكن السيد المسيح أخذ الذى لنا وأعطانا الذى له: أى أخذ البنوة للإنسان بالتجسد فصار ابناً للإنسان بولادته من العذراء مريم وأعطانا أن نصير أولاداً لله بالتبنى بولادتنا الجديدة فى المعمودية. الرب يسوع المسيح هو ابن الله بالطبيعة من حيث لاهوته أما نحن فبعد أن كنا أبناء للجسد صرنا أولاداً لله بالتبنى، ونلنا طبيعة جديدة تمتلئ من بر المسيح كقول الكتاب: “إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة” (2كو5: 17). ومعنى ذلك أن الطبيعة الجديدة التى نلناها فى المعمودية هى أيضاً طبيعة مخلوقة، ولكنها تكتسى ببر السيد المسيح “لأن كلكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح” (غل 3: 27). فلكى يدعو الإنسان الله أباً له؛ ينبغى أن يتحلى بالفضائل الروحية، وأن يكتسب الطبيعة الجديدة، وأن يسلك فى وصايا الله بالطاعة والمحبة، وأن يحيا بالإيمان، وأن يكون نوراً فى العالم، وملحاً للأرض.. لهذا قال السيد المسيح لتلاميذه: “كونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذى فى السماوات هو كامل” (مت5: 48). وقال يوحنا الرسول: “انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله” (1يو3: 1). إنها عطية فائقة ينبغى أن نعرف مقدارها.. وحينما نصلى نطلب من الله أن يمنحنا الاستحقاق أن ندعوه أباً لنا. ففى صلاة القداس الإلهى يقول الكاهن: [طهّر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقلوبنا وعيوننا وأفكارنا وأفهامنا ونياتنا. لكى بقلب طاهر ونفس مستنيرة، ووجه غير مخزى، وإيمان بلا رياء، ومحبة كاملة، ورجاء ثابت نجسر بدالة بغير خوف أن ندعوك يا الله الآب القدوس الذى فى السماوات، ونقول: أبانا الذى فى السماوات..] (القداس الباسيلى). فلكى نجسر أن ندعو الله الآب أباً لنا نطلب منه أن يطهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا وقلوبنا وأفكارنا وأفهامنا ونياتنا.. أى أن يطهر فينا كل شئ فى الداخل والخارج.. ولكى نطلب بدون خوف فينبغى أن يكون ذلك بقلب طاهر ونفس مستنيرة ووجه غير مخزى، وإيمان بلا رياء، ومحبة كاملة ورجاء ثابت.. كل هذه الصفات الرائعة نحتاج إليها لكى تكون لنا دالة ولكى نجسر أن ندعو الله الآب ونقول له: “يا أبانا..”. كم من مرة يصلى فيها المرء الصلاة الربية دون أن ينتبه إلى خطورة مناداة الله الآب بهذا النداء بدون الاستعداد الكافى واللائق. وها هو صوته يعاتبنا قائلاً: “إن كنت أنا أباً فأين كرامتى؟!” (ملا 1: 6). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من يحررني من البنوة لإبليس إلا البنوة لله أبيك |
جاء كلمة الله لكي ينقلنا خلال المعمودية من البنوة لعدو الخير إلى البنوة لله |
هبة البنوة |
شجر التنوب |
روح البنوة |