لقد بانت مُخبآت القلب البشري في مُحاجته الغبية، وقد عجز هؤلاء عن إدراك شخص وسبيل ابن الله.
من أين لهم أن يُقدِّروا البواعث التي حملته على العمل والتي منعته أيضًا.
لقد فتح عينيّ الأعمى «لتظهر أعمال الله فيه» ( يو 9: 3 )، ولم يمنع الموت عن لعازر «لأجل مجد الله» ( يو 11: 4 ).
ولكن ماذا عرفوا عن هذه كلها؟ لا شيء. قد سار ذلك المُبارَك بتوجُّه أسمى من أن تصل إليه حدة أذهانهم الدينية، ومُحاجتهم الكُفرية «لـم يعرفه العالم» ( يو 1: 10 )، أما الله فقد عرفه وقدَّره تمامًا وكفى.
وما هي أفكار البشر من جهة مَن سار في الشركة الهادئة مع الآب؟ لقد عجزوا عن أن يحكموا بالصواب في شخصه أو في طرقه، فكان بحثهم صادرًا من الدائرة المظلمة التي عاشوا فيها.