* يا للعجب الذي يفوق الطبيعة حقًا! وقائع مذهلة!
الموت الممقوت والمشجوب قبلًا، قد أحاطت به المدائح واعتُبر سعيدًا! فبعد أن كان يجلب الحداد والحزن والدموع والغم الكئيب، ها قد ظهر علة فرحٍ ومحط عيدٍ احتفاليٍ!
بالنسبة إلى جميع خدام الله أُعلن موتهم سرورًا! فإن خاتمة حياتهم هي وحدها تعطيهم اليقين بأنهم قُبلوا من الله. لهذا طُوَّب موتهم، لأنه يختم كمالهم، ويُظهر غبطتهم؟، حيث يطغي عليهم رسوخ الفضيلة كقول الوحي: "لا تعتبر أحدًا سعيدًا قبل موته" (سيراخ 11: 28). لا نطبق عليكِ (يا مريم) هذا القول، لأن غبطتك لا تأتي من الموت، وموتك لم يتمم كمالك... ليس عند موتك، بل منذ هذا الحبل عينه تُغبطين من جميع الأجيال. لا، ليس الموت أبدًا هو الذي جعلكِ مغبوطة، بل أنتِ طرحتِ الموت وبددتٍ كآبته وأظهرتِ أنه فرح (بالمسيح المولود منكِ)(155).
الأب يوحنا الدمشقي
*أليس من المخجل أنك تئن بسبب الموت، بينما يتنهد بولس بسبب الحياة الحاضرة، فيكتب إلى أهل رومية: "الخليقة تئن وتتمخض معًا... بل نحن لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضًا نئن في أنفسنا" (رو 22:8-23). ينطق بهذا لا ليدين الأمور الحاضرة، بل شوقًا نحو الأمور المقبلة(156).
القديس يوحنا الذهبي الفم