أدلة روحية على قيامة المسيح من الأموات
عصمته المطلقة
إن حياة المسيح على الأرض كانت حياة الكمال المطلق، وقد شهد أعداؤه وأصدقاؤه معاً بهذه الحقيقة. فقال أعداؤه عنه إنه ليست فيه علة ما (يوحنا 18: 38) ، كما قالوا عنه إنه بار (متى 27: 54) ، فضلاً عن ذلك لما سأل جمعاً غفيراً منهم: من منكم يبكتني على خطيئة؟ لم يستطع واحد منهم أن يذكر له خطيئة واحدة، اقترفها في أي دور من أدوار حياته (يوحنا 8: 46) . أما أصدقاؤه فقالوا عنه إنه لم يفعل خطيئة ولا وجد في فمه مكر. الذي إذ شتم لم يكن يشتم عوضاً، وإذ تألم لم يكن يهدد، بل كان يسلم لمن يقضي بعدل (1 بطرس 2: 22-23) ، وأنه قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات (عبرانيين 7: 26) ، وإنه أظهر لكي يرفع خطايانا، وليس فيه خطيئة (1 يوحنا 3: 5) .
ولما كان الموت هو أجرة الخطيئة (رومية 6: 23) ، (تكوين 2: 17) ، لذلك كان من البديهي أن لا يموت المسيح بأي حال من الأحوال، بل أن يعود إلى السماء في أي وقت أراد. ولكن إذ قصد أن يتمم بنفسه فداء اللّه للبشر، قبل على نفسه الخطيئة الأصلية (2 كورنثوس 5: 21 ، رومية 8: 3) والخطايا الفعلية أيضاً (1 بطرس 2: 24) ، واحتمل دينونة الأولى وقصاص الثانية، حتى الموت - ومن ثم فإنه لكماله الذاتي وكمال فدائه معاً، لم يكن لهذا الموت أن يسود عليه، كما ساد ويسود على البشر الذين بسبب خطاياهم، لهم في ذواتهم قضاء الموت. فيموتون ويظلون في قبورهم حتى يوم الدينونة.