الناسوت الذي أخذه الابن الأزلي قد تكوَّن ”بقُوَّةُ العَليِّ“. أ لم يَقُل المسيح بروح النبوة: «هيَّأتَ لِي جَسَدًا» ( مز 40: 6 : عب10: 5). وذلك الناسوت كان جسدًا فعليًا حقيقيًا من لحم ودم. وبولادته تحقق ذلك الوعد القديم عن نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية. فكان لا بد أن يكون هذا النسل إنسانًا تامًا، له طبيعة الناس، ما خلا الخطية، قدوسًا بلا فساد، وغير قابل للدنس، ولا يستطيع أن يُخطئ، ولا يتأثر بالشـر، لذلك أحاط الملاك حقيقة مولده بسياج منيع ضد الأفكار الكفرية والبدَع والضلالات، لمَّا قال للمُطوَّبة: «القدُّوسُ المَولُودُ مِنكِ».