رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديسة آفيميّة
آفيميّة أي الممدوحة والحسنة الصيت. يُعيّد للقدّيسة آفيميّة في ظ،ظ، تمّوز لمّا ثبّتت الإيمان في المجمع المسكوني الرابع، وفي ظ،ظ¦ أيلول. * ولادتها ونشأتها: ولدت آفيميّة في منتصف القرن الثالث في مدينة خلقيدونيا – المدينة التي انعقد فيها المجمع المسكوني الرابع في العام ظ¤ظ¥ظ،م مِن أبوين ورعين تقيّين، أيام الأمبراطور ذيوكليسيانوس (ظ¢ظ¨ظ¤-ظ£ظ*ظ¥م). كان أبوها من الأشراف وأمّها من أكثر الناس حبّاً للفقير. وما كادت آفيميّة تبلغ العشرين من عمرها حتّى اندلعت موجة اضطهاد جديدة على المسيحيّين، هي العاشرة من نوعها. فلقد دعا حاكم آسيا الصغرى، بريسكوس، بمناسبة عيد الإله آريس، إلى إقامة الاحتفالات وتقديم الذبائح. ولمّا كانت آفيميّة في عداد مجموعة من المسيحيّين، الذين تغيّبوا عن الاحتفال وتواروا عن الأنظار، فقد أصدر الحاكم أمرًا بالبحث عنها وألقى عمّاله القبض عليها. وعندما مثلت المجموعة أمام الحاكم، سألهم: "لماذا عصيتم أوامر الأمبراطوريّة؟" اغتاظ بريسكوس الحاكم جداً وسلّمهم إلى المعذّبين. * آفيميّة تحت العذاب: كان واضحًا أن قدّيستنا كانت على رأس المجموعة، ولفت جمال طلعتها وطراوة عودها الحاكم، فحاول، بإطرائه، خداعها وثنيها عن عزمها، فلم يفلح، فسلّمها هي أيضًا إلى التعذيب. لكن شيئاً غريباً حدث. فكلّما كان الحاكم يسلّمها إلى نوع من أنواع التعذيب، كان ملاك الربّ يأتي ويعطّل مفعوله. وضعها بريسكوس، مثلاً، على عجلة، فجاء الملاك وكسر العجلة. ألقاها في النار فلم تصبها بأذى. ألقاها في جبّ ماء فيه كافة أنواع الزواحف السامة، فرسمت إشارة الصليب فوق الماء ونجت. وإنّ اثنين من جلاّديها، وهما فيكتور وسوستنيس، لما رأيا ما حدث، مجّدا إله آفيميّة وآمنا بالربّ يسوع، فكان مصيرهما أن أُلقيا إلى الوحوش واستشهدا. أخيراً بعدما صار واضحا أنّ النعمة الإلهية هي أقوى من كلّ العذابات التي يمكن أن يخترعها خبثاء الأرض، شاء الربّ أن ينيّح أمته، فترك دبًا، ألقيت آفيميّة إليه، يعضها، فأسلمت الروح. وجاء ذووها فأخذوا الجسد ودفنوه في طرف المدينة. * ضريح القدّيسة آفيميّة مستشفى: في أيام قسطنطين الملك، شيّد المسيحيون فوق ضريح القدّيسة آفيميّة كنيسة يقال إنّها كانت من أعظم كنائس الشرق وأفخمها. في تلك الكنيسة، بالذات، اجتمع آباء المجمع المسكوني الرابع. من الأخبار التي تناقلها التراث بشأن عجائب آفيميّة، بعد استشهادها، أنّ قبرها، في عيدها السنوي، كان يفيض دمًا حيًّا تفوح منه رائحة سماويّة لا نظير لها. وكانوا يدهنون المرضى بهذا الدم فيشفون. * القدّيسة آفيميّة والمجمع المسكوني الرابع: إلى آفيميّة تنسب تلك الأعجوبة التي حدثت في المجمع المسكوني الرابع (451 م)، والتي كشفت فيها القدّيسة الشهيدة، بنعمة الربّ يسوع، وأمام الجميع، العقيدة القويمة ونبذت الهرطقة. تجدر الإشارة إلى أنّ الأعجوبة ثبتت في وجدان الكنيسة لدرجة أنّها أفردت لها عيدًا خاصًا ما زلنا نقيمه، كلّ عام، في الحادي عشر من شهر تموز.. * القدّيسة آفيميّة مفخرة الكنيسة: وقد أتى عدد من الآباء على ذكر آفيميّة بإكبار عبر العصور كما بنيت كنائس كثيرة على اسمها. من المواعظ المهمّة التي قيلت في استشهادها تلك التي نطق بها أستاريوس، أحد أساقفة البنطس، في الأوّل من كانون الثاني من العام ظ¤ظ*ظ* للميلاد، وفيها يصف استشهاد آفيميّة كما عاينه في لوحة رسمت لها في ذلك الزمان. * رفات القدّيسة آفيميّة: ورد في سيرة حياة القدّيسة آفيميّة حوالي عام ظ¦ظ¢ظ*م، وفي أعقاب غزو الفرس لخلقيدونيا في عهد خسرو الأول في عام ظ¦ظ،ظ§م، تم نقل رفات القدّيسة أوفيميا إلى كنيسة جديدة في القسطنطينية. هناك، خلال عمليات الاضطهاد ضد الأيقونات، قيل إن رفاتها ألقيت في البحر، حيث استعادها الأخوان سرجيوس وسيرغونوس وسلّما الرفات إلى أسقف قام بإخفائها في سرداب سريّ. بعد ذلك، تم نقل الرفات إلى جزيرة ليمنوس ، وفي عام ظ§ظ©ظ¦م أعيدت الرفات إلى القسطنطينية. يتم اليوم الاحتفاظ بمعظم الرفات في كنيسة القدّيس جاورجيوس في الفنار التابعة للبطريركية المسكونيّة في القسطينيّة. طروبارية للعيد والقديسة باللحن الرابع (ظ،ظ¦ أيلول) نعجتك يايسوع تصرخح نحوك بصوتٍ عظيم قائلة: يا ختني إني أشتاق إليك وأجاهد طالبة إياك، وأُصلَب وأُدفن معك بمعموديتك، وأتألم لأجلك حتى أملك معك، وأموت عنك لكي أحيا بك. لكن كذبيحة بلا عيب تقبّل التي بشوقٍ قد ذُبحت لك. فبشفاعاتها بما أنك رحيم خلص نفوسنا. قنداق باللحن الرابع وزن يا من ارتفعت لقد كابدتِ جهادك حسناً يا كلية المديح، وأنت بعد وفاتك تقدسيننا بفيضان الأشفية، لذلك نكرم انتقالك المقدس، مائلين بإيمان لدى بقايا جسدك الموقر، لكي ننجوز من أمراض النفس ونستقي نعمة العجائب. طروبارية باللحن الثالث (ظ،ظ، تموز) لقد أبهجتِ جداً المستقيمي الرأي، وخذلتِ ذوي الرأي الوخيم، يا أوفيميا بتول المسيح الجميلة، لأنك قد أثبتِ المعتقد الحسن، معتقد آباء المجمع الرابع، فيا أيتها الشهيدة المجيدة ابتهلي إلى المسيح الإله أن يمنحنا الرحمة العظمى. القديسة أوفيميَّة و معجزة المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونيا لمّا اجتمع الآباء الستمائة والثلاثون في المجمع المسكوني الرابع (خلقيدونيا 451م)، بهمّة الإمبراطورين التقيين مرقيانوس وبلخاريا، في البازيليكا الفسيحة للقديسة أوفيمية ، كان سعي الآباء إلى دحض الآراء الهرطوقية و القائلين بالطبيعة الواحدة للمسيح للأرشمندريت أفتشيس المدعوم من رئيس أساقفة الإسكندرية ديوسكوروس. والتماساً لحكم قاطع من الله في هذا الشأن اقترح البطريرك القديس أناتوليوس أن يحرّر الفريقان كتاباً لكل منهما يضمّنه دستور إيمانه الخاص به وأن تُجعل الوثيقتان في الصندوق الذي يضمّ جسد القديسة أوفيمية . فلمّا وُضع الكتابان على صدر القديسة خُتم الصندوق وانصرف الآباء إلى الصلاة. بعد ثمانية أيام عاد الجميع إلى المكان. و فتحوا الصندوق و وجدوا كتاب المعتقدين بالطبيعة الواحدة قانون الإيمان الهرطوقي (الطبيعة الواحدة ) مرميا ً أسفل قدميها عند رجلي الشهيدة تحت قدميها أما كتاب الأرثوذكسيين المستقيمي الرأي ففي يدها اليمنى قابضة عليه بشدة تحتضنه. وثمّة رواية قديمة أخرى لما حدث مفادها أنّ الآباء جعلوا الوثيقتين في الصندوق، للحال مدّت القديسة يدها وأخذت كتاب الإيمان القويم وقبلته وسلمته إلى الآباء. وفي الرسالة التي كتبها آباء المجمع للقديس لاون الأول الرومي قالوا: "إنّ القديسة الشهيدة أوفيمية إذ اقتبلت منّا التحديد العقدي، قدّمته إلى عريسها بوساطة الإمبراطور والإمبراطورة باعتباره الإيمان الذي تدين به، فثبتت باليد واللسان المرسوم الموقَّع من الجميع". إلى هذه الأعجوبة وردت للقديسة أوفيمية أعاجيب أخرى جرت برفاتها المقدسة. فأثناء غزوة فارسية – والفرس حاولوا غزو القسطنطينية ثلاثاً، في العام 608م و616م و626م – اجتاح الفرس خلقيدونيا وحاولوا إتلاف رفات القديسة بالنار فلم يصبها أذى. في المقابل سال من الصندوق الذي أحدثوا فيه ثلاثة ثقوب دم حار. هذه الآية عينها تكرّرت في أوقات متفاوتة محدثة جملة من الأشفية للمؤمنين المقبلين لجمع دم القديسة الشهيدة. وما كان يحدث بتواتر أكبر كان أنّ ضريحها كانت تخرج منه رائحة الطيب دليلاً على حظوة القديسة لدى الله. وحماية لهذه الرفات الثمينة من التدنيس جرى نقلها إلى القسطنطينية حيث وُضعت في كنيسة القديسة أوفيمية بقرب ميدان السباق. غير أنها أُلقيت في البحر، زمن اضطهاد الإمبراطور قسطنطين الزبلي الاسم، فيما حُوِّلت الكنيسة إلى مخزن أسلحة. لكن صيّادي سمك يونانيون التقطاها على شاطئ جزيرة ليمنوس اليونانية. وقد أُعيدت إلى العاصمة في زمن الإمبراطورة إيريني حيث استمرّت العجائب تجري بها. والرفات اليوم في مقر البطريركية المسكونية في الفنار في القسطنطينية. ايماننا الأرثوذكسي القويم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رفات القدّيسة آفيميّة |
القدّيسة آفيميّة مفخرة الكنيسة |
ضريح القدّيسة آفيميّة مستشفى |
آفيميّة تحت العذاب |
آفيميّة أي الممدوحة والحسنة الصيت |