رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأمل في أن حب قلب يسوع كريم وسخي إنّ معلّمَنا الإلهي يسوع المسيح يحدِّثُنا في إنجيل متى عن ملكوت السماوات يقول:"يُشبه ملكوت السماوات رجلاً تاجراً يطلب لآلئ حسَنة وثمينة فوجد لؤلؤةً كثيرةَ الثمن فمضى وباعَ كلَّ مالَه واشتراها" (متى 45:19-46). نعم، إنّ يسوع هو هذا التاجر، وما تقرأه في هذا المثل ما هو إلا رمزٌ من كَرَم وسخاء حب يسوع لنا إذ أنّ نفوسَنا هذه لآلئ ثمينة يفتش عنها الآب السماوي بابنِه يسوع كما يقول بولس الرسول:"إنّه أخلى ذاتَه آخذاً صورةَ عبدٍ صائراً في شِبهِ البشر وذلك ليشتري نفوسَنا وبأي ثمنٍ كان". إذا ما تأمّلنا هذا المثل تحت أنوار الروح القدس يستولي علينا الذهول والدهشة، إذ نرى يسوع _ الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس _ يضحي بكلِّ شيء من أجل الحصول على حياة الإنسان كلؤلؤة ثمينة… ما هذا الكَرَم ؟ وما هذا السخاء ؟ فلا يمكن للعقل أنْ يُدرِكَه إلا بروحِ الإيمان والمحبة. وبعملِه هذا يعلّمنا أنْ نعملَ دائماً على التفتيش عن اللؤلؤة الثمينة ويجعل من ضِيقاتِنا وألمِنا واسطةً لنيل السماء، فهو يقول:"إنّ نِيْري طيّب وحملي خفيف". وبما أنّ حب قلب يسوع كريم وسخي إلى حد البذل والعطاء يجب علينا أيضاً أن لا يكون حبُّنا له شحيحاً وفقيراً رغم محدوديتِنا وضعفِنا… ما علينا إلا أنْ نعطيه كلَّ شيء بدون حساب ولا تراجع، فهو اللؤلؤة الثمينة التي يجب أنْ نبيع كلَّ شيء، كل الدنيا وملذّاتِها، كل الحياة الزمنية ولهوِها، ونشتري قلب يسوع الذي هو اللؤلؤة الكثيرة الثمن التي لا يضارعها شيء والتي من أجلِها تجسّد المسيح وصار إنساناً ومات على الصليب ليربَحَها ويُغنينا بها. في لورد بفرنسا مدينة ظهورات العذراء للقديسة برناديت وصف شاهد عيان تجلّي مجد يسوع في الافخارستيا عبر تطوافات القربان المقدس قال: حينما يصل القربان المقدس ويتجول بين المرضى ترتفع التضرّعات والصلوات مدة نصف ساعة على الأقل وفي أثناء ذلك يتلألأ الشعاع أمام أعين الجميع ويعلو هتافُهم "يا رب اشفِ المرضى، يا رب إنْ شئتَ فأنتَ قادرٌ أنْ تشفيَني" وعلى بعد خطوتين من شعاع القربان المقدس المتواجد بين المرضى تنتصب فَجأةً فتاة شاحبةُ اللون وقد تجلّى وجهُها فأشبه وجهَ لعازر الخارج من القبر، وبينما الجمهور المتحيّر يبكي ويصرخ لهذا المشهد ينهض بعض المقعدين فَجأةً يميناً وشمالاً ويضطرب الحاضرون ويتأثرون ويبسطون أذرعَهم للصلاة، في هذه الأثناء قالت فتاةٌ عمياء لرفيقتِها:"حالما يصل شعاع القربان المقدس أمامي عرّفيني" وكان ما أرادت فعرّفتها صديقتُها في الوقت المناسب، في تلك اللحظة مرَّ بريقٌ على عينيها وفي الحال صارت ترى كسائر الناس وإذا بالجمهور يصفق ويبكي عطفاً وحناناً وفرحاً وتزاحمت كراسي المقعدين حول شعاع القربان المقدس. وفي الوقت نفسِه كانت أصوات المصلّين تشكر الرب على نِعَمِهِ وأعاجيبِهِ. مَن يمكنُه أن يَرويَ عجائبَ كَرَم يسوع وسخائه نحو البشر… فلنقل كلَّ يومٍ من حياتِنا إنّ يسوع ينبوعٌ من النِعَم وسخيٌّ في حبِّه للبشر. يا قلب يسوع الأقدس أفِضْ علينا نعمَكَ وارحمنا |
|