كانت بالحقيقة عميقة جدًا تلك المياه التي غاص فيها يونان النبي حينما ”اكتنفته مياهٌ إلى النفس. أحاطَ به غمرٌ. التفَّ عُشبُ البحر برأسهِ“. لكن كانت أكثر عمقًا بما لا يُقاس مياه الموت التي اجتاز فيها ابن الله المُطيع حينما كان يتحمَّل قصاص خطايانا وعصياننا. كان لسان حاله: «غَمرٌ ينادي غمرًا عند صوتِ ميازيبك» ( مز 42: 7 )، وذلك ليس فقط عندما أحاطت به أمواج الموت، ولكن حينما طَمَت فوقه كل تيارات ولجج غضب الله.