رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في البدء و فيِ الْبَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ وَالكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ الله وَكَانَ الكَلِمَةُ الله ( يو 1: 1 ) الحياة مملوءة بالبدايات. وها نحن الآن في بداية سنة. ولكن ها هنا بداية تأخذ بأفكارنا لما قبل كل السنين، إلى ما قبل كل أيام التاريخ، وكل فترات الزمن التي لا نستطيع أن نتخيلها، إلى ما قبل الخليقة؛ كان المسيح هناك. ونحن لا نستطيع أن نستوعب هذا الفكر، ولكن نستطيع فقط أن نجد الأمان والراحة فيه، إذ نتفكَّر في المسيح، فنستريح عليه كرجائنا وخلاصنا. إننا قد نثق في أصدقاء بشريين، ونجد عزاءً حلوًا فيهم، ولكننا لا نستطيع أن ننسى قط أنهم مجرد خلائق يُوجَدون اليوم، ولكن لا يمكن أن نتأكد من وجودهم هنا، ولا حتى في الغد القريب. وإنما نثق فقط في المسيح إذ نعرف أنه هو هو من الأزل وإلى الأبد، ولذا فإن ثقتنا راسخة ومتينة على الدوام. وتبقى ثقتنا راسخة وصامدة عندما نقرأ عنه، ونجد أنه الشخص الذي فيه ثقتنا ويقيننا. إنه ”كلمة الله“ «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ» ( يو 1: 1 ). ولا يمكن لأي نوع من التفسير أن يُزيل من هذه العبارة حقيقة ألوهية المسيح. فالشخص الذي سلَّمت حياتك في يديه هو الله السرمدي. وكل مصادر الثقة الأرضية ليست يقينية قطعًا، لأن كل شيء بشري هو زائل، ولكن الذين يسلمون أنفسهم لحفظ المسيح، آمنون للأبد. وما أبهى أن نفكر في إنسانية المسيح، فهي تجعله قريبًا لنا؛ كواحد منا. إنه الأخ الشخصي لنا، ذو العواطف الرقيقة، والمشاعر الدافئة. وإذ ندرس الأناجيل، ونعرف صفاته المُنعمة كما نراها في عواطفه ودموعه ومحبته، فنعلم أن خلف هذه الصفات العظيمة، فضائل إلهية، لأنه هو نفسه الله. فيا للثقة المجيدة التي أُعطيت لنا، ليتنا نجعل من هذا الحق المجيد بداية للسنة الجديدة، ولنجعلها نقطة لامعة للبدء. . |
|