|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الكلمـة و فيِ الْبَدْءِ كَانَ الكَلِمَةُ وَالكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ الله وَكَانَ الكَلِمَةُ الله ( يو 1: 1 ) ـ أيها الكلمة ما أعظمك في الأزل يوم خرج البدء فوجدك هناك؛ ”ففي البدء كان الكلمة“. وما أروعك وأنت الحامل للبنوة الأزلية جوهريًا وظاهريًا وكُليًا. بل ونتجاسر ونقول إن كل بنوة هي شعاع خافت للبنوة الأزلية. ما أمجدك وأنت عنده أقنومًا مُميزًا «والكلمة كان عند الله»! وما أرهبك وأنت الحامل للاهوت دون تجزء «وكان الكلمة الله»! ما أحلاك والحياة فيك سيدي، وهذه الحياة وضعتك في علاقة خاصة مع الناس؛ فحياتك كانت نورنا ولم تكن نورًا لمخلوقات غيرنا، وما عُدنا نسير في دياجير الظلام، بنورك صرنا نُعاين كل نور! ونحن في نور محضرك نجثو أمام أقنوميتك ونحني جباهنا حتى الأرض أمام لاهوتك. ـ وأما عن خليقتك سيدي، فلا تكفي أن تحكي لنا قدرة خالقها السرمدية ولاهوته، كما تعلن لنا قوانين المحبة الإلهية في تناغمها العظيم. وأكثر من ذلك إذ نرى مجرّاتك عمل يديك وذرّاتك عمل أناملك، والكل يدور حول مركزه في انسجام وانضباط تام، في تآلف وحب وترابط، يحكي لنا سرًا رائعًا عن الحب المترابط مع مركزه. فنرى الكل يدور حول المركز دون ذاتية أو أنانية، بل في حب وصمت وهدوء يعلِّم البشرية سر السعادة الأبدية، في التمركز حول خالقها في حب وخضوع وهدوء. ما أروعك أيها الكلمة مهندسًا للكون! ـ وأما عن تجسدك أيها الكلمة الأزلي يوم لبست بشريتنا وخيَّمت بيننا وجئت لتُرينا الله غير المرئي، فرأينا مجدك مجدًا كما لوحيد من الآب. ما أروعك وأنت تكلمنا بما تعلم، وتشهد بما رأيت في سماواتك! ما أجودك كحبة الحنطة وأنت غير مُكتفِ بأن تُطلعنا على حياة الله التي فيك والتي صارت نورنا، بل تسلَّحت بكل العزم أن تقع في الأرض وتموت لتأتي بثمرٍ كثير! نسجد لك ولنتائج رحلتك في جسم بشريتك. ـ وأما أمام إعطائك حياتك الأبدية لقديسيك لنلتصق بك روحًا بروح أيها الكلمة الأزلي، فإننا نعترف بقصور إدراكنا لهذه الوحدانية العجيبة. وما أبعد اختبارنا عن أعماقها. قُدنا أيها الكلمة إلى هذه الحجال القدسية، واحفظنا هناك لنتذوق ولو اليسير من الملء الإلهي معك وبك وفيك أيها الكلمة الأزلي. |