رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عندما خطئ ابوانا الاولان، قاصص الباري ادم بأكل خبزه بعرق جبينه، كانت الارض قبل الخطيئة الجدية تعطي ثمرها للإنسان بأوفر سهولة، اما الان فلا تعطيه الا بالكد والتعب وعرق الجبين، وكما ان السيد المسيح انتشل الإنسان الساقط من الوهدة، هكذا أيضاً قد انتشل عمل المرء، وبعد ان كان العمل يحسب عقاباً، اصبح الآن فخراً لقضاء حاجاته، وفي الواقع قد تأنس ابن الله من خطيئة رجل عامل، وشاء ان يكون حانوت النجارة له مأوى بدلاً من سماء السماوات، ولدى ظهوره بين الناس ليبشر بالشريعة، رضي ان يظل مختفياً، لا يعرفه احد الا بابن يوسف البتول النجار، وبقي مدة ثلاثين سنه يأكل خبزه بعرق جبينه، ليعطي مثالاً حميداً للعملة وليشرف العمل وذويه، فالأغنياء كانوا قبلاً يحتقرون الشعب ويكرهون العمل حاسبينه ذلاً وعاراً. فهل علمتم اذاً، ايها العمال من اين اتى شرفكم ورفعه مقام مهنتكم؟ منذ اليوم الذي صار فيه يسوع عاملاً تحت رعاية القديس يوسف البتول، أصبح العرق الذي يتصبب من جباهكم المنهوكة تعباً افخر من الجواهر التي تزين تيجان الملوك، وايديكم المتكلكلة من الشغل اسقل من سيوف الفاتحين، وانغامكم الخارجة من افواهكم إبان العمل سلوى لكم وإزالة لهمومكم أشهى وألذ، على مسامع العلي، من صلوات الحبساء الذين يمجدون الله بها ليل نهار، واصوات معاولكم وآلاتكم تحاكي موسيقى شجية الأنغام، ودخان معاملكم بخوراً زكي الرائحة. فكم من القديسين نالوا اكليل الظفر وسعف نخل الانتصار بواسطة العمل؟ فإن الله قد اجلسهم على عروش من نور واجلس على مقربة من مريم العذراء العامل الاكبر، اعني به القديس يوسف البتول نجار الناصرة، زعيم العمال وشرفهم، فانظروا، ايها العمال الى موضوع شرفكم ومجدكم وتعلموا ان ترفعوا قلوبكم نحو الله، بينما تكون ابديكم قابضة على المعول والمطرقة، واشتغلوا كي تربحوا قوت الجسد، بالوقت ذاته لتنالوا حياة خالدة خالية من كل تعب وشقاء، اشتغلوا اليوم كخدام راجين ان تكونوا ورثاء الموت بعد الموت. هكذا كان يشتغل القديس يوسف البتول ومريم ويسوع، وهذا هو العمل الذي ليس فقط لا يحط من قدر الانسان، بل يشرفه ويزيد في عظمته، وهو شرف ثابت لا تذريه الأرباح مع التراب الذي يشتغل به الإنسان، بل يتصاعد إلى العلاء، ويتجمع ليصنع اكليلاً فاخراً يتوج هامنا بدلاً من العرق. فيا يسوع ومريم ومار يوسف البتول، العائلة العاملة المقدسة، مثال الشعب الفقير وملجأه وحاميه، ذودوا عن العمال وخلصوهم من شر الاصحاب الكذابين، املأوا بيوتهم من عطاياكم وبركاتكم، وليحل السلام في منزلهم في هذه الدنيا وفي الآخرة. خبر في سنة 1648 كان رجل اسمه عبدالله يعيش في نابولي وقد وكل اليه سيده حراسة مواشيه، فهذا لم يكن يحتمل ان يلفظ امامه لفظة انه مسيحي، ووجد راعٍ اخر من مذهبه مرافق له لم يكن اقل منه بغضاً للمسيحيين، وقد ضاقت الحيلة في اقناعهما باحترام دين المسيح، غير انه قد لوحظ عليهما امر نادر، عديم التصديق وهو انهما كانا يوقدان شمعة امام صورة العذراء الموجودة في بستان سيدهما، فسألهما سيدهما (لماذا تفعلان هذا؟) فأجابا (لنكون تحت حماية هذه السيدة القديرة، وبيان لنا انها كلية الحنان، لأنها ترسل الينا اشعة نور ساطع وسط الظلام، حيث نكون على حراسة مواشينا)، فانتهر السيد هذه الفرصة واستدعى احد الآباء اليسوعيين ليفقههما في الامور الدينية ويعمدهما، لكنه لم يحصل الا على تجديفهما وشتائمهما، وفي إحدى الليالي، بينما كان عبدالله مستغرقاً في النوم اذا بصوت يناديه باسمه، فقام مذعوراً فرأى سيدة لابسة ثوباً ابيض والنور ينبعث منها، ومعها شيخ جليل، فقال بهما عبدالله (كيف استطعتما الدخول إلى هنا والابواب مغلقة؟) فقالت له السيدة (انا هي العذراء مريم التي تكرمها وهذا هو خطيبي القديس يوسف البتول، فاريد منك ان تتعمد وتأخذ اسم يوسف البتول). وغابت عنه الرؤيا، وعند الصباح استدعى الكاهن اليسوعي واعتمد منه وسمي يوسف البتول، فكان له القديس يوسف البتول عوناً في حياته وفي ساعة مماته. يا مار يوسف البتول، شرف وهداية العملة، صل لأجلنا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوسف البتول |
القديس يوسف البتول قدوة الكهنة |
اليوم تبدأ تساعية ميلاد القديس يوسف البتول |
من هو القديس يوسف البتول؟ |
القديس يوسف البتول - St. Joseph - كفرات للفيس بوك |