رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الحرب ليست للأقوياء «السعي ليس للخفيف، ولا الحرب للأقوياء» ( جامعة 9: 11 ) ”البقاء للأقوى“ مبدأ دارويني أقرَّته شريعة الغاب في عالم شرير، لكن حمدًا لله لأنه لم يقرّ هذا المبدأ في شريعته، إذ أقرّ الكتاب مبدأ واتجاهًا آخر: «الجبار لا يُنقَذُ بعظم القوة» ( مز 33: 16 )، «ليس بالقوة يغلب إنسان» ( 1صم 2: 9 ). تكلَّم الجامعة وقت عدم اتزانه قائلاً: «حادثة واحدة للصدِّيق وللشرير ... هذا أشرُّ كل ما عُمِلَ تحت الشمس: أن حادثة واحدة للجميع» ( جا 9: 2 )، واستطرَد: «فعُدتُ ورأيتُ تحت الشمس أن: السعي ليس للخفيف، ولا الحرب للأقوياء، ولا الخبز للحكماء، ولا الغنى للفهماء، ولا النعمة لذوي المعرفة، لأنه الوقت والعَرَضُ يُلاقيانهم كافةً» ( جا 9: 11 )، أي أنه رأى ”القَدَر“ قد طال الجميع، فتأتي المصائب فجأة لتساوي الكل؛ تساوي القوي مع الضعيف في الحرب، تسلب الفهيم ماله فيتساوى بالغبي، تُجيع الحكيم مع الجاهل. الحقيقة أنه أخطأ وأصاب؛ أصاب لأنه بالحق ليست الحرب للأقوياء فقط، ولا الخبز للحكماء فقط، إلى آخره .. لكن يَكمُن خطأه في رؤية سبب ذلك؛ فقد رآه القَدَر أو العَرَض، ولكن الحقيقة هي يد القدير المُتحكِّمة في أدَّق تفاصيل الحياة، «الغنى والكرامة من لَدُنك، ... وبيدكَ تعظيمُ وتشديدُ الجميع» ( 1أخ 29: 12 ). نعم النُصرة في الحرب ليست للأقوياء، والكتاب خيرُ دليل على ذلك، بل هي ـ أي النُصرة ـ لمن يرى الله أمامه، لمَن يتَّقي الله ويخافه، ضعيفًا كان أم قويًا، وأبرَز مثال لذلك هو داود وجليات. لم يوجد وقتذاك مَن هو أقوى من جليات، ولم يوجد سيف مثل سيف جليات ( 1صم 21: 9 )، ولكن «ليسَ بسيفٍ ولا برُمح يُخلِّص الرب، لأن الحرب للرب» ( 1صم 17: 47 ). وإذ اعتمد جليات على قوته وحامل ترسه، هُزم؛ فالحرب ليست للأقوياء! وإذ أتى داود باسم رب الجنود، قال في ثقة: «يحبسك الربُّ في يَدي»، وانتصر! وقد يرى الجامعة أن إصابة الحجر لهدفه بهذه الدقة هي حادثة وعَرَض شرير ساوى القوي بالضعيف، ونَصَر الضعيف على القوي «كذلك تُقتَنَصُ بنو البشر في وقت شر، إذ يقع عليهم بغتةً» ( جا 9: 12 )، لكنها بالتأكيد يد الله ومؤازرته للضعيف المُتعلِّق به، وعينه التي على خائفيه ليُنجيهم ( مز 33: 19 ). فانتصر الغلام الصغير، راعي الغنم بمقلاع وحجر على الجبار العملاق، رجل الحرب المُدجَّج بالسلاح! . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لان الحرب ليست لكم بل لله ( يهوشافاط) |
الحرب ليست لك هي للرب |
الحب للأقوياء فقط |
الحرب ليست لك بل لله |
ليست الحرب من الله! |