رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد أُكمل فلما أخذ يسوع الخل قال: قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلمَ الروح ( يو 19: 30 ) كثيرون، عندما أتت لحظة موتهم، نظروا إلى ماضيهم وتأملوا ما تمموه في حياتهم بالمقابلة مع ما كانوا ينوون أن يفعلوه، فامتلأوا بالأسى والأسف، وكأنهم يقولون: ”ما أعظم ما كنت أوّد أن أفعل، وما أقل ما أنجزته بالفعل!“. أما المسيح فليس هكذا. وحتى لو كان هؤلاء أنجزوا كل ما كانوا يتمنون، فأضافوا بذلك إلى رقعة المعرفة مساحة جديدة، أو وطئوا بأقدامهم أرضًا جديدة، فما قيمة هذا كله بالمقابلة مع ذلك العمل الذي أتمه ابن الله من فوق الصليب؟ فلا غرابة في أن النطق السادس للمسيح من فوق الصليب «قد أُكمل» لم يَرِد إلا في إنجيل يوحنا فقط الذي هو إنجيل ابن الله، فمَن سوى الكلمة الأزلي الذي صار جسدًا وحلَّ بيننا، يقدر أن ينطق بمثلها؟! نعم لقد أكمل المسيح العمل العسير الذي أمامه يُعتبر خلق السماوات والأرض شيئًا أيسر بكثير. فخلْق الكل كان بمجرد أمر وكلمة «بكلمة الرب صُنعت السماوات، وبنسمة فيه كل جنودها» ( مز 33: 6 )، أما مُصالحة الكل فاستلزمت دم الصليب. والرسول يوحنا الذي ذكر كلمة «قد أُكمل» في إنجيله، أشار أيضًا مرتين في سفر الرؤيا إلى عبارة مُشابهة (لكنها ليست الكلمة عينها) وهي عبارة «قد تمَّ». المرة الأولى في رؤيا16: 17، مع هذا الفارق أن عبارة رؤيا16 تتحدث عن الدينونة التي ستقع على العالم الأثيم المُذنب، أما في الإنجيل فتشير إلى الدينونة التي احتملها ابن الله. ومع خطورة الدينونة التي ستقع على الأشرار، لكنها لا تُقارن بتلك التي احتملها المسيح على الصليب، عندما كان يتعامل مع الخطية أصلاً وفرعًا. والمرة الثانية في رؤيا21: 6، وذلك بالارتباط بوصول الله إلى غايته من مشروع الفداء، فلقد تم إبطال كل الأعداء، وكان آخر عدو يُبطَل هو الموت. ولقد مضت السماء الأولى والأرض الأولى، وحل محلهما سماء جديدة وأرض جديدة. ولقد وصلت عروس المسيح إلى عريسها، وشاهد الرائي «مسكن الله مع الناس». بعد هذا كله قال الجالس على العرش: «قد تمَّ». نعم سيتمم الله حتمًا ما قصده في الأزل، لكن في الصليب وضع المسيح الأساس الراسخ لهذا كله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
«قد أُكمل» |
قد أُكمل. ونكَّس رأسه وأسلم الروح |
تأمل في الاية( قد أُكمل ) |
قد أُكمل |
قد أُكمل |