رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهرب من الناس وأنت تخلص القديس الأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، ولد الأنبا أرسانيوس ، حوالي عام 350 م، تعلم علوم الكنيسة، وقد نال من الثقافة اليونانية قسطًا وافرًا، ومن الفضيلة المسيحية درجة كاملة. طلب الملك “ثاؤدوسيوس” الكبير رجلًا حكيمًا صالحًا ليُعَلِّم ولديه “أنوريوس” و”أركاديوس”، فلم يجد أفضل منه. فعلَّمهما وأدَّبهُما بما يتفق مع غزارة عِلمه. كما أئتمن الملك ثاؤدوسيوس الأنبا أرسانيوس على تعليم أولاده لما وجده فيه من صفات المعلم الناجح، أوئتمنا نحن أيضآ على خدمة أولاد ملك الملوك، ومن يخدم أولاد أعظم ملك، يجب أن يتحلى بصفات معلم أولاد ملك الملوك. أوضح لنا وائل عوض خادم درس كتاب بالكاتدرائية المرقسية أن القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك ، رجل الوحدة والصمت والصلاة والدموع، يقول عن نفسه “إننى لم أبدأ بعد، هبنى يا رب أن أبدأ.. ” فليتنا نتمثل بهذا القديس في خدمتنا، ونأخذ من سيرته مبادئ خادم أولاد الملك: ١- خادم أولاد الملك ينظر لنفسه كمبتدئ ليس فقط في الخدمة، بل كمبتدئ أيضا في الحياة الروحية، الكلام الذي يقوله في الدرس يرى إنه موجه إلى نفسه هو، قبل أن يوجه إلى تلاميذه. فقيل عن الأنبا أرسانيوس أنه كان ذكيًا جدًا وفطن، فلم يكن محتاجًا لإرشاد مباشر، بل كان يتعلَّم من كل حدث يحدث. ٢- يصلى أن يعطيهم الرب نعمة أن يستفيدوا من كلامه، يصلى أن يعطيهم الرب شيئا عن طريقه ولا أقول يأخذوا منه، بل يأخذوا عن طريقه، فيجب أن يخلط درسه بالصلاة لكي لا يكون هو الذي يتكلم، بل ليتكلم الرب. ٣- خادم أولاد الملك يلتقى بالله قبل أن يلتقى بالمخدومين، ويقول له: “ليس يا رب من أجل ضعفاتى تمنع نعمتك عن هؤلاء، ليس بسبب أخطائى الشخصية وبعدى عن روحك القدوس، تمنع روحك عن هؤلاء وما ذنبهم؟! ليس من أجلى تعطيهم. بل من أجل محبتك لهم أعطهم. ٤-خادم أولاد الملك ليس مجرد بوق يحدث صوتا إنما هو حياة روحية تنتقل إلى الغير، والتلاميذ يأخذون من حياة المدرس من أسلوبه ومعاملاته وسلوكه، ويمتصون منه شيئا. ٥- خادم أولاد الملك يجب أن يكون بركة للوسط الذي يعيش فيه. ” خادم أولاد الملك وسماته النفسية” قال كيرلس مدحت أستاذ علم النفس و خادم المشورة إن خادم أولاد ملك الملوك يجب أن يكون ذو شخصية سوية، و الصحة النفسية هي قدرة الإنسان على الشعور بالسعادة، وإيمانه بقيمة نفسة وقيمة الآخرين، حتى يستطيع التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة. صفات الخادم صاحب الشخصية السوية: 1- له روح المسئولية: أي يشعر بأهمية أن يقوم بعمله على أكمل وجه، فيلتزم بعمل ما يوكل إليه ولا يستريح حتى يتممه. 2- يقبل نفسه والآخرين: لا يعادي نفسه بل يتقبلها ويحاول إصلاح ما بها من نقائص وعيوب، كما يتقبل الآخرين أيضًا كما هم، مع السعي لإصلاح ما يمكن إصلاحه بهم. 3- ناضج: يحكم على كل الأمور بموضوعية، فلا يشخصن الأمور ولا ينقاد وراء عواطفه بقرارات وأفعال غير مدروسه. 4- مريح: الخادم هو صورة للسيد المسيح الذي كان مريحًا للتعابى من كل نوع، والذي قال “تعالوا إلىّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” متى 11: 28 ، فلا يجب أن تزداد أتعاب الناس وأحزانهم بملاقاة الخادم. 5- أجتماعي: أي له علاقات طبيعية مع الكل، فلا يتقوقع حول ذاته. 6- له شخصية أستقلالية: أي غير منقاد فكريًا أو عاطفيًا لأي شخص آخر مهما علت مرتبته، ولا يكون تابعًا لأحد بحيث يسير وراه في الصح والخطأ، فهو يعمل عقله ويدرك تمامًا أن كل إنسان قد يخطئ، ولذلك يكون المعيار الوحيد لصحة أفعاله هو وصايا الإنجيل. 7- شخصية معطاءة: أي يعطي دائمًا بدافع المحبة الموجود داخله دون الحاجة إلى دافع خارجي. أشار كيرلس أن الأنبا أرسانيوس كان دائمآ يذكر نفسه قائلًا: “أرساني.. أرساني.. تأمَّل فيما خرجت لأجله”، لئلا يفقد الطريق ولا ينحرف عن الطريق الصعب، فلذلك على كل خادم دائما مراجعة نفسه، ومراجعة الهدف الذي خرج لأجله لكي يعلم أولاد ملك الملوك، فهناك خدام يخرجون لاهداف خارجية. |
|