رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كلمة الله «وأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتثبُتُ إِلَى الأبَدِ» ( 1بطرس 1: 25 ) في هذه الأيام التي فيها يتشكك الناس في كلمة الله، نجد نحن المؤمنين بركة عظيمة في أن نتفكَّر كيف أن آية واحدة من المكتوب كانت كافية لإعلان وإظهار سلطان الرب يسوع، وكانت كافية أيضًا لإسكات إبليس وسحب الحجة من فمهِ «قالَ لهُ يَسوع: اذهَب يا شيطَانُ! لأَنهُ مَكتوبٌ: للرَّبِّ إلَهكَ تَسجُدُ وإِيَّاهُ وَحدَهُ تَعبُدُ. ثُم ترَكَهُ إِبليسُ» ( مت 4: 10 ، 11). إن كلمة الله تشهد لنفسها، وقوتها تَكمُن فيها، رغم أنه بروح الله وحده يُمكن أن تعمل قوة الكلمة فينا. وبالسير مع الله وحده يُمكننا أن نستقي من حلاوتها، ونتغذى بها. إنني أوقن أن الروح القدس في هذه الحالة هو المُعلِّم الذي يشرح ويُعلِّم مباشرةً، ويُقدِّم معاني متفتحة لِما تتضمنه الكلمة، فإذا ما فاضت أنهارها يجب أن نستقي لأنفسنا كعطاش نتلهف إليها. والآن لنقف ونسأل أنفسنا: ماذا يشغل أفكارنا اليوم؟ وماذا جرى ويجري من ذلك؟ هل يستطيع كل منَّا أن يقول إن كلمة الله سكنت فيَّ بغنى؟ أم ربما السياسة وأحاديث المدنية وأخبار الأهل والعمل تشغل الوقت الأكبر من أيامنا؟ إن كان الأمر كذلك فإن مشغوليتنا للأسف ليست للمسيح. ليس هناك ما هو أخطر من أن نستعمل كلمة الله بالانفصال عن قوة الروح القدس، إذ ليس هناك ما يفصلنا عن الله أكثر من النطق بالحق وليست لنا شركة مع الله؛ في هذا خطر علينا غير عادي. الله لا يكشف ولا يُعلن أفكاره وأسراره ”للحكماء والفهماء“، بل للأطفال. إنها ليست قوة ذهن الإنسان باحثًا عن أفكار وأسرار الله هي التي تصل إلى البركة، أو تحصل عليها، بل هي بساطة الطفل الراغب في اللبن العقلي العديم الغش؛ لبن كلمة الله. ينبغي أن يأتي ذو الفهم الواسع، وذو العقل الكبير إلى الله وإلى كلمته، كطفل مولود الآن، إذا أراد أن يدرك حقًا أمور الله. ادرس الكتاب بروح الصلاة، واطلب أن تجد الرب فيه، ولا تطلب مجرَّد زيادة المعلومات، فهذه ستأتي بالتبَعية، بل ليتدرب القلب على طلب الرب في الكلمة، بالطريق الصحيح. عندما تنصرم هذه الحياة وتضمحل هيأتها، سوف يبقى فقط كل ما أنتجتهُ كلمة الله فينا. |
|