منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 08 - 2012, 03:18 PM
 
joy
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  joy غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 11
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 44
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 5,319

أمستردام.. مدينة الفن والحرية



لا يشعر السائح العربي بالغربة عندما تطأ قدماه أرض العاصمة الهولندية أمستردام، خصوصا إن كان سيستقل التاكسي إلى الفندق، فالسائق غالبا ما يكون مغاربيا، ويتطوع ليعطيك صورة أولية عن المدينة التي تنتظرك، وهو يتغنى بما تتمتع به البلاد من حرية ورخاء اجتماعي، ولا يغفل عن توجيه النصح لك ليرشدك الى الأماكن التي تبيع خطوطا للهاتف الجوال، لأنها الأفضل للتواصل مع الوطن العربي.

وأول ما يدهشك في المدينة كثرة الجسور فوق نهر امستل التي ستقطعها لبلوغ مكان إقامتك. كذلك يسترعي انتباهك الخط المخصص للدراجات الهوائية إلى جانب الطريق، تسأل، فيأتيك الجواب عاجلا «حذار السير عليه، فسائقو الدراجات الهوائية غالبا ما يصدمون المعتدين على خط سيرهم». هذه النصيحة لا بد من تذكرها خلال تنقلك سيرا على القدمين، خصوصا أن الهولنديين يستعملون الدراجات الهوائية في كل تنقلاتهم، حتى أنك قد تصادف موكبا لأفراد العائلة، حيث كل فرد منهم يقود دراجته. وقد عمدت بعض الشركات أخيرا إلى اعتماد أسلوب تأجير الدراجات، بحيث إنك تستطيع وببدل شهري أن تستخدم الدراجات العائدة للشركة من أماكن مختلفة، فتستطيع أن تركن دراجتك هنا وتستقل القطار لتجد دراجة أخرى بانتظارك في المحطة التالية. وتساعد جغرافية المدينة وانبساطها على جعل قيادة الدراجات الهوائية متعة ورياضة وتوفيرا في الآن نفسه، ومن دون ان نستثني موضوع الحفاظ على البيئة والحد من تلوثها بالغازات السامة التي تنبعث من عوادم السيارات. ولا بد من التنويه بوسائل النقل من ترام وقطارات وهي تتكامل في خطة نقل تخفف ازدحام الطرق وتحافظ على نظافة البيئة. وما أن تبدأ رحلة الاستكشاف حتى تنجلي صورة الجسور التي يقارب عددها الـ 1200 جسر، لتطل على القنوات المائية التي تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في مدينة البندقية. الرحلة في المركب يصاحبها شرح تاريخي عن المدينة والأبنية، وهو كفيل بتعريف مرافقيه الى صورة المدينة وتاريخها. وما يميز قنوات أمستردام هي تلك المراكب التي حولها أصحابها إلى بيوت للسكن، وهي مرخصة من البلدية وترتبط بشبكتها الصحية والكهربائية. وعندما ترفع ناظريك عن هذه البيوت العائمة بأشكالها وحدائقها الجميلة، لتتأمل ما خلفها ستتعرف إلى تلك الأبنية الأثرية بألوانها وهندستها الرائعة، خصوصا أنها تنحني إلى الأمام بفعل تأثير المياه المتسللة الى الطبقات الجوفية تحت المدينة منذ القدم. يخبرنا الدليل ان هذه الأبنية كانت في ما مضى مخازن للشحن تفرغ فيها السفن حمولاتها، وتحولت إلى مساكن لا تزال تحتفظ بالرافعة التي كانت تستخدم لرفع البضائع في أعلى مقدمتها، وقد تحولت حاليا لرفع الأثاث المنزلي، لتضمه غرف المساكن المطلة على القنوات المائية بجدرانها السوداء ونوافذها الحمراء أو البيضاء. وحتى يكتمل المشهد لا بد من تماثيل وباقات زهر هنا أو هناك. إنها بلاد الورود لمن يرغب بزيارة السهول القريبة من أمستردام. وعندما نتحدث عن الورود والسهول لا يمكن إلا أن نتحدث عن تلك المراعي الخضراء، حيث تنتشر المزارع والبيوت الريفية، فيما تبدو على جانبها مراكب صغيرة، وحدائق الورود والنباتات الخضراء، وهناك تنتشر القطعان التي تحظى بكل الدلال تماما كما في الاعلانات. ويفهم السائح سبب هذا الدلال ونتائجه عندما يتذوق ألبان هولندا وأجبانها، وحتى اللحوم لها طعم خاص في هذه البلاد. وللراغبين هناك مؤسسات عدة تعمل بحسب الشريعة الإسلامية، فيمكن لمن يشاء السؤال عن طريقة الذبح، وإلا فيمكن الاكتفاء بالأطعمة الأخرى التي تنتشر في كل مكان. مدينة أمستردام لا تنام. فيمكن لمن يرغب أن يتجول ليلا وبكل أمان بمحاذاة القنوات، يراقب أضواء الأبنية وهي تسبح فوق سطح الماء، ولا يعكر لحظات الهدوء سوى سائق دراجة هوائية مسرع يشتم من تعدى على خط سيره، أو بضعة شبان أنهوا سهرة ما في أحد المقاهي. والسير على الأقدام قد يقودك إلى تلك الطرق التي تسهر طوال الليل على إيقاع الراقصات خلف النوافذ ليمارسن أقدم مهنة في العالم، وهي مهنة مشرعنة هنا كما هو مشرعن عدد آخر من الأمور التي تعتبر ممنوعة في معظم أنحاء العالم، التي يمكن العثور عليها بلا حرج. وهي من السلع المتداولة كما التبغ والهدايا التذكارية التي تعكس حضارة هذه البلاد المبللة بالأحلام والثقافات. فالسائح لا يغادر امستردام من دون ان يحمل معه تذكارا هولندي الطابع، سواء اختار الأحذية الخشبية والأجراس المعدنية التي تذكر بحكايات الاطفال، او لم يستطع مقاومة مجسم طاحونة هواء مزخرف ببعض منمنمات الفن الهولندي، وان كان يتمنى لو استطاع ان يحمل الى بلاده السهول الرحبة وبعض طواحين الهواء لا تزال تدور في المدى، والتي تطل من نافذة القطار وكأنها خارجة من أسطورة. مع العلم أن وظيفة الطواحين ليست من الأسطورة في شيء، بل هي واقعية جداً، إذ انها تعمل على ضبط مستويات المياه في بلادٍ صنعت الكثير من يابستها عبر تجفيف مساحات مائية واسعة.

هولندا لا تسمح لزائرها بأن ينسى ارتباط اسمها باسم الرسام الشهير فنسنت فان غوغ. ومن يهوى الرسم يمكنه زيارة المتحف الذي يحمل اسمه في أمستردام، ويضم أكبر مجموعة من أعماله التي تتجاوز المائتي لوحة. وإضافة إلى فان غوغ هناك متحف الرسام رمبرانت وهو يضم العشرات من أعماله. اما محبو الثقافة فلهم معارض للكتب الجديدة والمستعملة تقام في ساحات المدينة، وقد يكون الحظ حليف احدهم، فيعثر على كتاب ما يحمل توقيع كاتبه مع إهداء، أو يمكنه الحصول على مخطوطة لها أهميتها. والأسعار في هذه المعارض غالبا ما تكون مغرية. اما الراغبون في استعادة العصور الذهبية الاوروبية فيمكنهم ترقب المناسبات السياسية الهولندية ليرصدوا الاحتفاء بالملكة بياتريس، خصوصا مع نهاية العام الميلادي.

ولا تنتهي منابع الجمال التي تمنحها زيارة امستردام. الأبنية الهندسية هي أحد هذه المنابع. ففي أمستردام لكل بناء قصته، وقاصد العاصمة هذه الأيام لا بد أن تثير اهتمامه ورشة الأشغال التي تعمل على البنية التحتية للمدينة، التي لا يبدو أنها تثير امتعاض السكان رغم أنها مستمرة منذ فترة طويلة، أما السبب فهو أن أصحاب الأبنية اشترطوا على الأجهزة المعنية بهذه الورشة، ألا تتأثر أساسات أبنيتهم الأثرية جراء هذه الأشغال، وهو ما سبب اعتماد وتيرة بطيئة وبدرجة مبالغ فيها، إضافة الى البحث المتأني عن آليات تضمن عدم زعزعة أساسات تلك الأبنية التي يقوم عليها تاريخ المدينة.

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام

امستردام
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
امستردام
بماذا تشتهر ” امستردام ؟ “
مدينة امستردام
امستردام
افضل 10 مناطق سياحية في امستردام


الساعة الآن 11:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024