رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قام يسوع من بين الأموات أَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة، ولكنَّه لَم يَدخُلْ تشير عبارة "إنحنى" الى انخفاض مدخل الغرفة الخارجية للقبر. وفي هذه الغرفة الخارجية كانت النسوة تجتمع للتحنيط والبكاء؛ وقد جرت العادة في صنع ابواب القبور مُنخفضة لتسهيل سدِّها بالحجر. أمَّا عبارة "فأَبصَرَ " في الأصل اليوناني βλέπει فتشير الى نظرة عابرة؛ أمَّا عبارة "اللَّفائِفَ" في الأصل اليونانية ὀθόνια فتشير الى قطعة كتان ثمينة تصلح لدفن الأموات. وهو الكفن الذي اشتراه يوسف الرامي، ولَفّ به جسد المسيح الميِّت، بعد إنزاله عن الصليب. وكان يوسف من أعيان المجلس اليهوديّ (السنهدريم)، وقد آمَن بيسوع. وعند القيامة ظلت الأكفان بالقبر فاحتفظ بها التلاميذ، ثم حمل تداوس الرسول الكفن الى ابيجار الخامس حاكم اوديسا في أوكرانيا. وفي عام 544 اكتشف الكفن في اوديسا، وأُنتقل الكفن عبر القرون من اوديسا الى القسطنطينية سنة 944. واخذ الصليبيون الكفن من القسطنطينية سنة 1204، وعُرض سنة 1357 في فرنسا وأخيراً استقر بتورينو في ايطاليا حتى أيامنا الحاضرة. وفي سنة 2009 وجد باحثون من جامعة القدس العبرية قطعة من الكفن من الحقبة التي عاش فيها المسيح، وقال الدكتور شمعون غيبسون مدير بعثة الحفريات أنها "بقايا الرجل الذي تمَّ لفَّه بالكفن المُكتشف، وقد تمّ تكفين جسده ورأسه بطرق تتفق مع شعائر الدفن التي كانت مُتَّبعة في الدفن خلال تلك الحقبة أيام السيد المسيح. أمَّا كفن تورينو فهو بمثابة قطعة كتانية يُقال إنها كانت الكساء الذي كُفِّن به السيد المسيح أثناء دفنه. وقد تمَّ الاحتفاظ بهذه القطعة منذ عام 1578 في مدينة تورينو الإيطالية، ومقاسات القطعة 4.42 م × 1.13 م. وتُظهر القطعة، من الأمام والخلف، ما يُشبه وجه رجل نحيف، غائر العينين، مع علامات لندبات ولطخات دم. قام خبراء إيطاليون من جامعة البوليتكنيك في تورينو سنة 2014 بجراء فحوصات فوجدوا أن كفن تورينو يعود بالفعل إلى يسوع المسيح إذ إنه يحمل آثار الصلب وملامح دم المسيح، وعدم وجود أيّ أثر لاهتراء الجسد الذي لُفَّ بهذا الكفن. وهذا يعني أنّ الجسد خرج من الكفن في وقتٍ مبكّر، ولم يترك مجالاً كي تبدأ عمليّة تحلّل الأعضاء، كما يحصل، عادةً، لغيره من أجساد الموتى، بعد مرور وقتٍ معيَّن على الوفاة، علمًا أن الكنيسة الكاثوليكية لم تدعي رسمَيا أن جسد المسيح قد دفن بهذا الكفن، مفضلة التركيز على المعاني التي يستلهمها اولئك الذين يطلعون عليه. وتعود ملكيّة الكفن إلى كرسيّ روما الرسوليّ، منذ العام 1983، عملاً بوصيّة أومبرتو الثاني، ملك إيطاليا، الذي تنازَل لهذا الكرسيّ عن حقّ عائلته في ملكيّة الكفن. أمَّا عبارة "مَمْدودة " فتشير الى إبعاد الدليل في سرقة الجسد، لأنه لا ينزع أحد الأكفان من كان في نيته سرقة الجسد أو نقله؛ ويُعلق القديس أمونيوس الإسكندري " لو أن الأعداء سرقوا الجسد، فمن أجل المكسب المادي ما كانوا قد تركوا الأكفان. لو أن التلاميذ فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وأهانته". أمَّا عبارة "لم يدخل بل انتظر بطرس" فتشير الى انتظار بوحنا لبطرس ليدخل قبله دلالة على كرامة واحترام منزلة بطرس في الكنيسة الاولى. إذ اعطى يوحنا حق الاولوية الى بطرس الذي أوكله اليه يسوع برئاسة الكنيسة "وأَنا أَقولُ لكَ: أَنتَ صَخرٌ وعلى الصَّخرِ هذا سَأَبني كَنيسَتي، (متى 16: 18). فسمعان بطرس ظلَّ في مركز الصدارة رغم نكرانه للمعلم الإلهي يسوع المسيح. فنحن لا نختار أدوارنا في الكنيسة، بل نستلمها من لدنه تعالى. |
|