منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 04 - 2021, 06:32 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

عهود خميس العهد




سنتكلم عن ثلاثة عهود رئيسية يمكن لكل واحد أن يأخذها اليوم ويؤكدها في حياته ويلتزم بها حتى السنة المقبلة، لنعود ونجدد هذا العهد.

العهد الأول هو عهد الاتضاع بغسل الأقدام



عهود خميس العهد



ربنا يسوع المسيح أخذ ماء وغسل أقدام تلاميذه. وكان هذا هو الدرس الأخير. وأراد أن يجعله درسًا أخيرًا قبل الصليب ليؤكد على أهميته، وليتذكروه دائما. وهذا العهد كان من خلال الماء، بغسل الأرجل، والأرجل هي التي تحمل الإنسان، ومعروف أن القائد أو الكبير لا ينحني إلى الأقدام. لكن ربنا يسوع المسيح أمام تلاميذه لا ينحني كقائد، وما صنعه قلب الموازين. لأنه أراد أن يقدم هذا الدرس الهام جدًا لحياة الإنسان لكي يقدر أن يصل لحياة الصليب. وهو درس الاتضاع.
ونحن في رحاب القديس العظيم مارمينا في ديره في مريوط وسير قديسين كثيرة في هذا الدير عاشت وتعيش، ولكن المفتاح الذي يؤدي صليب السيد المسيح وحياة القداسة، يأتي من خلال الاتضاع، فالاتضاع هو حارس النعمة التي يعطينا الله إياها. إن كنا آباء رهبان أو آباء أساقفة، أو خدام كيفما يكون وضعنا، هذه النعمة لا يحرسها إلا الاتضاع.
وللأسف ليس له مكان معين تتخرج منه، ممكن تتخرج مهندس أو مدرس أو محامي لكن وتكون هذه وظيفتي، أو ممكن أصبح راهبًا في أحد الأديرة. لكن الاتضاع لا يناله الإنسان إلا من خلال العهد.
أمنا العذراء مريم قالتها في عبارة وجيزة، "أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ." (لو ١ : ٥٢).
وهذا العهد أعطانا إياها السيد المسيح من خلال الماء ليذكرنا أن بداية حياتنا من خلال المعمودية، معمودية الماء والروح، وهذه هي الحياة الجديدة.
والتوبة أيضًا تتم بالدموع، والدموع نوع نقي من الماء. التوبة تعني أيضًا الحياة الجديدة. ويأتي غسل الأقدام لكي ما يكون هو العهد الجديد الذي يأخذه الإنسان ويعيش به.
شئ مهم جدًا أن الإنسان يذكر نفسه بهذا العمل (عمل الاتضاع). لدرجة أني أحيانًا أتأمل وأقول أن الله سمح بهذا الوباء العالمي الذي يجتازه العالم كمحنة شديدة في مواضع وبلاد كثيرة وله ضحايا بالملايين. إن هذا الوباء الذي هو فيروس صغير جاء لكي ما يخضع الإنسان ويعلمه الاتضاع، حتى وإن كان هذا تعليمًا قاسيٍّا (لأنه من خلال المرض وأعراضه) ولكني أقصد أنه جاء ليواجه تشامخ وتكبر الإنسان، "قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ." (أم ١٦ : ١٨).
ولكي يبني الإنسان عهد جديد مع الله يجب أن يتعهد أمام الله أن يعيش بهذا الاتضاع وهذه الوداعة. والسيد لما أرادنا أن نتعلم منه، وهو كنز الفضائل، قال: "تَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ." (مت ١١ : ٢٩). وأظن أن الحياة الرهبانية في أديرتنا قامت على هذا الاتضاع، فالميطانيات التي نقدمها وكلمة أخطأت سامحني أو حاللني التي نرددها باستمرار وحياتنا ونسكياتنا التي نمارسها داخل أديرتنا هي وسائل قوية لكي ما تعلمنا الاتضاع. إن غاب عنك الاتضاع غابت قوة الله. وإن غاب عنك الاتضاع اعلم أنك بعيد عن السماء. والاتضاع هو في هزيمة النفس، هزيمة الذات. لأن ذات الإنسان هي التي تتحكم فيه كثيرًا. واحد شايف نفسه إنه أفضل، إنه أحسن، إن مفيش زيه، معاند دماغه ناشفه، دايما مخالف، هذه كلها أشكال تعبر عن عدم الاتضاع. علشان كده لنا فرصة في هذا اليوم أن يكون في قلبك وأنت واقف تصلي أن تعد الله، الوعد الأول: وعد الاتضاع. أي أكون إنسانًا متضعًّا في حياتي، في علاقاتي في كلامي، في أسلوبي، حتى في صمتي.

العهد الثاني هو عهد الاتحاد



عهود خميس العهد



وعهد الاتحاد هو الذي أسسه ربنا يسوع المسيح من خلال سر الإفخارستيا (سر التناول) وانتبه إلى أن عهد الاتحاد جاء من حبوب القمح المتناثرة التي طُحنت وصارت دقيقًا ثم دخلت النار فتحولت إلى الخبز. وحبات العنب المتناثرة عُصِرت ثم صارت كأسًا واحدًا.
والاتحاد هنا يعني أن الإنسان يتحول من التعددية إلى الوحدانية. في أي مجتمع نعيش فيه نحن أفرادًا، لكن المهم أن يعيش الإنسان هذه الواحدانية في المجتمع الخاص به، ويفرح بها. وذلك في أي مجتمع، سواء مجتمع الدير، أو الكنيسة، أو الخدمة، أو المجتمع المحلي.
هذه الوحدانية لا تأتي إلا بالنار والعصر، أي أن يجتاز الإنسان الألم، ينسحق كما انسحق السيد المسيح تحت خشبة الصليب. فقدم لنا جسده ودمه لكي ما نتحد فيه. "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ." (يو ٦ : ٥٦).


انتبه لئلا يكون سلوكك في أي مجتمع هو سلوك "المخالف" للمجموعة ، "المعترض" فتشذ وتكسر هذا الاتحاد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
خميس الأسرار او خميس الفصح خميس العهد / حسب التقويم الشرقي
خميس الأسرار.. خميس العهد
تاملات فى خميس العهد (لقان خميس العهد)
"خميس العهد" وهو آخر خميس في أسبوع الآلام
أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسيانية


الساعة الآن 07:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024