رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غضب الله «لأنَّ غضب الله مُعلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» ( رومية 1: 18 ) غضب الله هو واحدة من كمالات الله ويساوي أمانته، أو قوَّته، أو رحمته. وهذا ما يجب أن يكون، فلا يوجد في الله أيُّ عيب، ولا أقَلُّ خطأ؛ وكان من الممكن أن يوجد فيه هذا لو لم يكن ”الغضب“ في شخصه! التغاضي عن الخطية هو تشوُّه أخلاقي، ومَن لا يُبغضها هو أبرص أدبيًا. كيف يُمكن لمَن هو مجموع كُلِّ الصفات السامية أن ينظر بعين المُساواة لكُلِّ من الفضيلة والرذيلة، الحكمة والجهل؟ كيف يُمكن لمَن هو في منتهى القداسة أن يتغاضى عن الخطية، ويرفض أن ”يُظهر غضبَهُ“ عليها؟ ( رو 9: 22 ). كيف يُمكن لمَن لا يُسرّ إلا بما هو طاهر وجميل، ألاَّ يحتقر ويُبغِض ما هو نجس وحقير؟ غضب الله هو كراهية الله الأبدية لكُلِّ أنواع الإثم. إنه استياء وسخط الإنصاف الإلهي على الشر. إنه قداسة الله التي أُثيرَت لتعمل ضد الشر. إنه السبب الدافع لهذا الحُكم العادل الذي يُصدره على فاعلي الشر. الله غاضب على الخطية لأنها تمَرُّد على سلطانه، إساءة ضد قدرته التي لا يمكن انتهاكها. هؤلاء الذين انقلبوا على مُلك الله سيعرفون أنه هو الرب؛ سيشعرون كَم أن هذا الجلال الذي احتقروه عظيم، وكَم أن هذا الغضب الذي هدَّدهم به ولم يعتبروه، رهيب. لا يعني هذا أن غضب الله هو ثأر خبيث وضار، يؤذي بغرض الأذى، أو هو ردٌّ على أذى قد لحق به. لا؛ رغم أن الله سينتقم لسُلطته كَمَلِك الكون، فهو ليس انتقاميًا. لقد أُعلِن غضب الله حين أُصدِر أول حُكم بموت، ولُعِنت الأرض، وطُرِد الإنسان من الجنة. ثم في أمثلة العقاب كالتي في الطوفان وهلاك مدن السهل (سدوم وعمورة) بالنار من السماء. لكنه أُعلِن بصورة خاصة في مُلك الموت على العالم. لقد أُعلِن في لعنة الناموس على كل تعدٍ. وقد تمَّ التلميح له في الذبيحة. وفي رومية 8 نقرأ أن الخليقة كلها أصبحت خاضعة للبُطل، وتئن وتتمخض معًا. نفس الخليقة التي تُعلن أن الله موجود، وتنشر مجده، تُعلِن أيضًا أنه عدو للخطية، والمنتقم من جرائم البشر. لكن فوق كل ذلك، أُعلِن غضب الله من السماء حين نزل ابن الله ليُعلِن شخص الله، وحين اُعلِن هذا الغضب في آلامه وموته، في طريقة أكثر بشاعة من كل الرموز التي أعطاها الله قبلاً للتعبير عن استيائه من الخطية. عزيزي: اهرب «من الغضب الآتي» ( مت 3: 7 ). |
|