سؤال قال البعض ان البخور كان يستخدم للتخلص من رائحة الدم فى ذبائح العهد القديم . فلما أبطلت الذبائح الدموية فى العهد الجديد ، أبطل البخور تبعاً لذلك . فهل هذا صحيح ؟ جواب هذا الكلام غير صحيح فتقديم البخور كان عملاً قائماً بذاته ، يمكن أن يقوم به الكاهن بلا ذبائح . فلما ضرب الله بنى اسرائيل بالوبأ ، أمر موسى هرون رئيس الكهنة أن يرفع البخور ، ويقف بين الموتى والأحياء . وبتقديم البخور قبل الله الشفاعة ووقف الوفأ (لو16 :48) . ولم تقدم ذبيحة ، ولم تكن هناك رائحة دم . بل البخور وحده … كذلك كان هناك مذبح قائم بذاته يسمى " مذبح للبخور " (خر30 : 1) . وكان هرون يوقده كل صباح ، وكل عشية ، " بخوراً دائماً أمام الرب " . ولا علاقة له بالذبائح . كان البخور فى حد ذاته يعتبر ذبيحة . لذلك سمى مكان تقديمه " مذبح البخور " . ونقرأ عن زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بالحبل بيوحنا المعمدان أنه كان " يكهن فى نونه فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت ، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الله ويبخر " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور " (لو1 : 8 – 11) . كان البخور فى حد ذاته ذبيحة . ولم تكن هناك ذبيحة دموية قصد بالبخور أن يزيل رائحة لدم فيها … ونلاحظ نفس الوضع فى العهد الجديد فى سفر الرؤيا . فهناك ملاك قدم بخوراً كثيراً مع صلوات القديسين … " فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله " (رؤ8 :3 ،4) . ولم تكن هناك ذبائح دموية . أنظر أيضاً بخور الأربعة والعشرين قسيساً (رؤ5 : 8) . كان قائماً بذاته ، لم تكن معه ذبيحة حيوانية ، وظل قائماً فى العهد الجديد . لم يكن البخور مجرد طقس مرتبط بالذبيحة الحيوانية ، يتأثر بها . بل هو عمل روحى ، كصلوات القديسين ، له فاعليته .