رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصخرة المضروبة! فتضرب الصخرة فيخرج منها ماءٌ ليشرب الشعب ... ( خر 17: 6 ) الصخرة المضروبة تُشير إلى الرب يسوع المسيح ( 1كو 10: 1 - 4). والعصا المُستخدمة هناك هي عصا القضاء «عصاك التي ضربت بها النهر» ( خر 17: 5 ). وكلمة الضرب تفيد العقاب، وهي ترتبط بقضاء الله. ونحن نقرأ مرات عديدة في الوحي عن المسيح ـ له كل المجد ـ أنه ضُرِبَ. فالأمة الحمقاء والشريرة أوقعت عليه الضربات «يضربون قاضي إسرائيل بقضيبٍ على خده» ( مي 5: 1 )، ومع قسوة تلك الضربات الشرسة من أُناس فجار وأشرار، لكن ليست هي التي أتت لنا بالمياه، ولا هي التي متعتنا بالتطهير وبالغفران، لكن قد وقعت على المسيح ضربات أقسى، هي تلك التي تلقاها من الله الديان، عندما وضع الرب عليه إثم جميعنا. يقول النبي إشعياء: «أنه ضُرب من أجل ذنب شعبي» ( إش 53: 8 )، ويقول زكريا النبي: «استيقظ يا سيف على راعيَّ، وعلى رجل رفقتي، يقول رب الجنود. اضرب الراعي» ( زك 13: 7 ). فالمسيح ضُرب لكي نخلص نحن، عوقب هو لكي نُسَامَح نحن. والمسيح الصخرة شُق، لكي تُسدد احتياجاتنا ونرتوي إلى الأبد. والمياه التي خرجت من الصخرة المضروبة، لكي يشرب الشعب وينال الحياة، تشير إلى عطية الروح القدس، تلك التي قال عنها المسيح للمرأة السامرية: «لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَنْ هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا» ( يو 4: 10 ). والآن بعد أن عرفنا معاني هذه الرموز المجيدة، يمكننا أن نقول إن مصدر المياه الحية كان هو صخر الدهور الذي ضُرب من أجلنا. فيا للعجب أن الآب ضرب الابن، لكي نحصل نحن الهالكين على الروح القدس! يا للنعمة الفائقة باللطف علينا (أف2)! ويا للمحبة الفائقة المعرفة (أف3)! يقول الرسول: «أن آباءنا جميعهم ... شربوا شرابًا واحدًا روحيًا، لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم. والصخرة كانت المسيح» (1كو10). وهي صورة جميلة لذاك الذي دُعيَ اسمه «عمانوئيل»، لأنه يصاحب شعبه كل الطريق ( مت 1: 23 ؛ 28: 20). إنه يصاحبنا عن طريق الروح القدس، فالمياه كانت تسير معهم حيثما ساروا، وبالتالي كأن الصخرة كانت تتحرك معهم. |
|