سبب الإختلاف في مواعيد الاحتفال بالأعياد
قال القس يوساب عزت
أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس
بالكلية الإكليريكية والمعاهد الدينيّة
إن الكنيسة الكاثوليكية تقيم قداس الاحتفال بميلاد السيد المسيح في ليلة 24 ديسمبر احتفالًا بميلاد "المخلص" بينما تنتظر الكنائس الشرقية، وعلى رأسها الكنيسة المصرية إلى يوم 7 يناير، لتقيم احتفال ميلاد المسيح ليس خلافا ولكن الاختلاف الحالى في توقيت الاحتفال بعيد الميلاد بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية في مصر ولا يعود إلى خلاف عقائدى، وإنما اختلاف في التقويم الذى تتبعه كل كنيسة والأمر الذي لا بد التعرض له هو تاريخ عيد الميلاد بناء على أمر الآباء الرسل أن يكون في اليوم التاسع والعشرين من الشهر الرابع القبطي(شهركيهك).
وتابع القس يوساب في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": بحسب كتابات القديس أغسطينوس، "فإن التاريخ الذى تم اختياره لتذكر ميلاد السيد المسيح يقع في أطول ليلة وأقصر نهار، ويبدأ بعدها الليل القصير والنهار بالزيادة إذ إنه بميلاد المسيح (نور العالم)، يبدأ الليل في النقصان والنهار في الزيادة"ويعود تاريخ الخلاف بالأساس إلى عام 1582، فبينما بدأت الكنائس الكاثوليكية الرومانية في الغرب اتباع التقويم الجريجوري، استمرت الكنائس الأرثوذكسية في اتباع التقويم اليوليانى الأقدم، وهو ما يتماشى مع التقويم القبطى القديم ومع بداية القرن الرابع، اتفقت الكنائس في جميع أنحاء العالم على الاحتفال بميلاد السيد المسيح في 25 ديسمبر، وفقا للتقويم الذى قدمه يوليوس قيصر عام 46 قبل الميلاد، ويتزامن هذا التاريخ مع 29 من شهر كيهك في التقويم القبطي، ويحدث التاريخ بعد الانقلاب الشتوى مباشرة، ويمثل بداية لضوء النهار، وهو وقت مناسب للاحتفال بميلاد السيد المسيح، الذى هو نور العالم.
وأضاف في القرن السادس عشر، لاحظ العلماء العاملون في عهد البابا الرومانى جريجورى الثالث عشر خطأ مدته 11 دقيقة في حساب طول السنة الشمسية اليونانية، التى يعتقد أنها تمتد إلى 365 يوما وست ساعات، ولتصحيح هذا، قام البابا جريجورى الثالث عشر بإعادة حساب النظام بأكمله وقدّم تقويمه الجريجورى الذى ينص على أن السنة تستمر لمدة 365 يوما وخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية، بفرق نحو 11 دقيقة و14 ثانية لطول السنة في التقويم اليولياني. نتيجة لذلك، أصبح التقويم اليوليوسى متأخرا 13 يوما عن التقويم الجريجوري، وهكذا فإن 25 ديسمبر (29 كيهك) في التوقيت اليوليانى يقع يوم 7 يناير في النظام الجريجوري.
وتابع: يثبت الغربيون سنتهم بحيث إن كل سنة قرنية أي تقبل القسمة على 100 يجب أن تقبل القسمة على 400 ولكن الأقباط لم يعملوا بهذا التغيير فكانت سنوات1900،1800،1700 بسيط عند الغربيين وكبيسة عند الكنيسة القبطية الشرقية بحسب التقويم اليولياني فتقدم 29 كيهك ليقابل 5 يناير ثم 6 ثم 7 ولو استمر هكذا فإنه يوافق 8 يناير عام 2100وهكذا ولكننا نخلص من هذا أننا نعيد عيد الميلاد المجيد يوم 29 كيهك حسب أمر الآباء الرسل والسنة القبطية سنة مضبوطة وقديمة فهي السنة المصرية القديمة التي وضعها علامة توت مخترع الكتابة سنة 4241 قبل الميلاد. أما عن توقيت الاحتفالات بعيد القيامة فقال القس يوساب: أثير موضوع تحديد عيد القيامة كموضوع مناقشة وجدل مرتين مرة في أيام القديس بوليكاربوس أسقف أزمير والمرة الثانية في مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م ففي أيام القديس بوليكاربوس أعلن أن الاحتفال بذكرى الصليب يوم 14 نيسان العبري وعليه يكون عيد القيامة يوم 16 نيسان وهذان التاريخان مطابقين للتاريخ الذي تم فيه الصلب والقيامة فعلا وكان أساقفة روما وأورشليم وأنطاكية يسيرون بهذه القاعدة وفي ختام القرن الثاني أصر الأسقف فيكتور أسقف رومية على ضرورة إجبار أساقفة ومسيحي آسيا الصغرى على الاحتفال بتلك المناسبتين يومي الجمعة والأحد مع استمرار الصوم يوم الأحد الذى تتم فيه ذكرى القيامة فلما أصرت الكنائس على ألا تغير عادتها هددها الأسقف فيكتور بالقطع من الشركة ولكن كنيسة أزمير عقدت مجمعا من 50 أسقفا قرر أن الأسقف فيكتور ليس له الحق في التهديد وفي عهد البابا ديمتريوس الكرام حاول التوفيق بين الفريقين فعمل على أن يكون الصلب يوم الجمعة وعيد القيامة يوم الأحد على أن يكون لهذين اليومين ارتباط بتاريخ 14 نيسان و16 نيسان، فجمع علماء الإسكندرية الفلكيين ومن بينهم بطليموس الفرماوي ووضعوا القاعدة المشهورة أن يكون عيد القيامة في الأحد الذى يلي عيد الفصح عند اليهود مباشرة.
واختتم: جاء مجمع نيقية ونظر في هذا الأمر وقرر نفس القاعدة إذ رأي المجمع تحقيق مبدأين، أن يكون تذكار الصلب يوم الجمعة وتذكار القيامة يوم الأحد وليس في أي يوم من أيام الأسبوع وأن يكون لعيد القيامة ارتباط بيوم 14 نيسان وهو يوم عيد الفصح عند اليهود حتى لا يأتي المرموز إليه (السيد المسيح) قبل الرمز وهو خروف الفصح لذلك كلف المجمع أسقف الإسكندرية أن يعين هو كل سنة موعد عيد الفصح بحسب القواعد التي حددها المجمع وأن يقوم بتبليغ ذلك إلى كل الكنائس برسائل تسمى الرسائل الفصحية وترسل هذه الرسائل بالقرب من عيد الغطاس ومن مراجعة ما تقرر في مجمع نيقية يظهر أنهم اعتبروا أن الاعتدال الربيع يقع في 21 أزار وأنهم يجب أن يعتمدوا (دورميتون ) المؤلف من 19 سنة شمسية كأساس لتعيين تاريخ الفصح وتحديد عيد القيامة بهذا الشكل له صلة بموضوع عقيدي هام وهو أن السيد المسيح صنع الفصح قبل الفصح اليهودي.