رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ملك المجد للرب الأرض وملؤها. المسكونة، وكل الساكنين فيها. لأنه على البحار أسسها، وعلى الأنهار ثبّتها ( مز 24: 1 ، 2) سوف تؤول ملكية الأرض كلها للمسيح في المُلك الألفي بناءً على هذين الحقين: لأنه خلقها ( مز 24: 1 ، 2)، لكن أيضًا، وبحسب ما نتعلم من العهد الجديد، لأنه دفع ثمنها، دمه الكريم، فصارت الأرض له مرتين. ولعل هذا يذكِّرنا بأن سفر الرؤيا قبل أن يحدثنا عن مُلك المسيح على كل الكون، وامتلاك المسيح الفعلي للأرض وملئها، للمسكونة وللساكنين فيها، فإنه يشير في رؤيا 4 إلى حقيقة أن الرب هو الخالق، ثم في رؤيا5 إلى أنه الفادي. حيث تَرِد في هذين الفصلين تسبيحتان للشيوخ: «أنت مستحق ... لأنك أنت خلقت» ( رؤ 4: 11 ) «مستحق أنت ... لأنك ذُبحت واشتريت» ( رؤ 5: 9 ). إذًا فالمسيح بالصليب اشترى الحقل كله ( مت 13: 44 )، فصارت ممالك العالم شرعًا لربنا ومسيحه ( 2بط 2: 1 )، وليس الأرض فقط بل الناس أيضًا (2بط2: 1)، وبلغة المزمور: للرب، لا الأرض فقط، بل «ملؤها» أيضًا، «المسكونة وكل الساكنين فيها». من منظور واحد، فإنه يمكن اليوم أن نقول: إن «للرب الأرض وملؤها» (ارجع إلى 1كو10: 26، 28). لكن من الجانب الآخر ما أكثر البقع التي في الأرض، والتي ليست فعلاً للرب بعد ( عب 2: 8 ). فالأرض اليوم مُسلَّمة ليد الشرير ( أي 9: 24 )، الذي هو رئيس هذا العالم ( يو 14: 30 ). لكن الأرض ينتظرها يوبيلاً عظيمًا، بناءً على كفارة المسيح ( إش 11: 9 - 55)، فيه سيعود كل شيء إلى أصحابه، وستكون الأرض وملؤها للمسيح، وسوف يزيل المسيح اللعنة والتشويش من الأرض، وتغطي معرفة الرب الأرض كما تغطي المياه البحر ( مز 150: 5 ). نعم لا بد أن يأتي اليوم الذي فيه يتم القول «كل نسمة فلتسبح الرب» (مز150: 5). ونلاحظ أن المزمور 24 يُفتتح بالإشارة إلى مجد المسيح باعتباره ”الخالق“، وأيضًا باعتباره "الحافظ" «للرب الأرض وملؤها، المسكونة وكل الساكنين فيها. لأنه على البحار أسسها (الخالق)، وعلى الأنهار ثبَّتها (الحافظ)». ورسالة العبرانيين تكلمت عن هذين المجدين: «الذي به أيضًا عمل العالمين (الخالق) ... وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته (الحافظ)» (عب1: 2، 3). |
|