أنا أعلم إنني كنت أعمي والآن أبصر
المعمودية هي النور والبصيرة
البصيرة الجديدة التي وهبها لنا الله في مياه المعمودية، البصيرة الروحية التي تقبل أعمال الله في الأسرار بلا مجادلة ولا شرشرة، البصيرة الروحية التي بها نستطيع أن نري جيش الملائكة النورانية، ونعيش في شركة الثالوث القدوس وفي شركة السمائيين، فنتأكد أن الذين معنا أكثر من الذين علينا.
تلك البصيرة الروحية التي أخذناها في المعمودية لنستطيع بها أن نقول أننا ناظرين إلي الرب بوجه مكشوف، تلك المعمودية التي أهملناها وحولنا أنظارنا إلي العالم والمشتهيات والأباطيل، ولا نعود نعرف حقيقة ضعفنا.
أن توبتنا هي معموديتنا المتكررة التي نسترد بها بصيرتنا واستنارتنا لنعرف الطريق التي نسلك فيها.
وكما أن الذين يتعمدون يعانون من الضيق والاضطهاد والآلام، كذلك كل الذين يدعي عليهم أسم ربنا يسوع المسيح أبناء المعمودية يتضايقون ويتعيرون، وهكذا نري في قصة المولود أعمي أنه بعد أن فتح الرب عينيه أصطدم بمقاومات ومحاكمات من الفريسيين ومن رؤساء الكهنة فالشيطان يرصد حركاتنا لأنه عدو الخير وعدو أولاد الله فيهيج من حولنا ويثير الناس ونجد أن الفريسيين الذين شاهدوا المعجزة، أدانوها واحتقروها لأنهم كانوا عميانا بسبب الحقد والكراهية، أما المولود أعمي فقد كشف الرب بصيرته فشهد للحق، ويكفي إنه قال:
أنا أعلم إنني كنت أعمي والآن أبصر.
لقد كان هذا الرجل مولود أعمي وأبواه أيضًا، والكلمة هذه تتكرر المرة في القراءة الإنجيلية في (أحد التناصير) لقد أبصر مستنيرًا بعد ظلام وعتمة طويلة، لكن اليهود أخرجوه خارجًا، فوجد المسيح ينظره خارجًا وكفاه.
وكل من استنار وأبصر يسلك في النور بروح القيامة متحدثا عن فضائل ذلك الذي دعانا من الظلمة إلي نوره العجيب، وها قد تركنا كل شيء وتبعناك مع هذا المولود أعمي، لنشهد بعمل الله ونخبركم بكم صنعت بنا ورحمتنا ولسان حالنا أننا لا نعرف شيئا إلا أننا كنا عميان والآن نبصر.