رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
معاملات المحبة فجمعهم إلى حبسٍ ثلاثة أيام. ثم قال لهم يوسف في اليوم الثالث: افعلوا هذا وأحيوا. أنا خائف الله ( تك 42: 17 ، 18) تأمل في طرق معاملات محبة يوسف لإخوته، وهي ذات مُعاملات محبة الرب الذي يضرب ويشفي، ويجرح ويعصب، كذلك الذي يحبه الرب يؤدبه، لكي يقوده للرجوع الحقيقي والتوبة الصادقة نحوه. «هلم نرجع إلى الرب لأنه هو افترس فيشفينا، ضرب فيجبرنا. يُحيينا بعد يومين. في اليوم الثالث يُقيمنا فنحيا أمامه» ( هو 6: 1 ، 2). والمحبة الصحيحة والأمينة إذا لزم الأمر أن تجرح وتذل وتُحزن لكيما تشفي، فلا مانع عندها. «فإنه ولو أحزن يرحم حسب كثرة مراحمه. لأنه لا يذل من قلبه ولا يُحزن بني الإنسان» ( مرا 3: 32 ، 33). إن أكثر شخص عرف قيمة السجن وأهميته لتغيير المواقف هو يوسف. وهو تعلم كيف يدبر أعمال السجن والسجناء ( تك 39: 21 - 23). لذلك أمر بحبس إخوته لمدة ثلاثة أيام واضعًا إياهم في هذا المأزق وهذا الحصار ليساعدهم، ويقودهم لحساب النفس ومراجعة الماضي. أراد أن يكونوا هناك ليشعروا ويفتشوا ويسألوا عن سبب وجودهم هناك. أدخلهم السجن حاملين أسمى الشعارات، وأخرجهم من هناك بعدما سمع منهم تلك الاعترافات. والثلاثة أيام مهمة جدًا في حسابات يوسف، فاليوم الثالث هو يوم القيامة والإعلان وظهور الحقيقة، فهو منتظر أن يظهر اعترافهم الجديد في اليوم الثالث. لقد أرجعهم حبس الثلاثة أيام إلى ما قبل عشرين سنة، لحادثة بيع يوسف وما فعلوه به، فالمحبة عندما تسجن تجعلنا نختلي بنفوسنا، ونفحص حساباتنا، ونطرح شعاراتنا المزيفة، ونصل للواقع والحقيقة. دخلوا السجن وهم يقولون: «نحن أمناء» (ع11) وخرجوا من السجون يقولون: «حقًا إننا مُذنبون» (ع21). إن المحبة الإلهية تسجن بأساليب مختلفة، ربما تحصرك طريح الفراش أيامًا وشهورًا، أو تُدخلك إلى ضائقة مالية، أو تضعك وراء قضبان حديدية أو أبواب مُغلقة، أو تتركك في اختبارات متكررة من الفشل وعدم النجاح، أو حصار فكري أو نفسي من حيرة وارتباك أو اكتئاب. لكن اعلم أن سجن المحبة علاج، وأن شبكة الرب خلاص، وإن كان يسيج طريقك بالشوك، فهو يريد أن يرد نفسك من تيهان أو ضياع، مُقنعًا إياك أن خيرك ليس بمعزل عنه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
معاملات الله معهم |
معاملات الرب معنا |
أفكار في معاملات الله |
المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، |
معاملات الله مع الأمم |