هل المسيح كرمه ام جزر؟ يوحنا 15: 1 واشعياء 53: 2
الشبهة
المسيح يصف نفسه بانه كرمه في يوحنا 15: 1 انا الكرمة الحقيقية و ابي الكرام
ولكن هذا يناقض وصفه بانه جزر يابس في اشعياء 53: 2 نبت قدامه كفرخ و كعرق من ارض يابسة
وفي هذا تناقض
الرد
لايوجد تناقض والتشبيهين صحيحين فالمسيح يستخدم امثله لشرح نفسه فهو ليس حرفيا كرمه من اوراق وغيره ولكنه تشبيه لعلاقته بالمؤمينين به وايضا هو يشبه نفس بانه نبت كعرق يابس في موقف اخر وعلاقته باليهود من حيث المنشأ
والتشبيه هو عقد مقارنة بين طرفين أو شيئين يشتركان في صفة واحدة ويزيد أحدهما على الآخر في هذه الصفة، باستخدام أداة للتشبيه وإذا تم الربط بين الصورتين بدون استخدام أداة تشبيه سمي التشبيه بالتشبيه الضمنى
ولا يشترط وجود انطباق في المتشابهين الا في وجه التشابه فقط ولكن بقية الاوجه تختلف ولهذا يمكن ان يشبه طرف بشيئ في صفه ويشبه بشيئ اخر في صفه اخري
ولا يوجد تناقض بين التشبيهين لان التشبيه هو في صفه او اكثر ولا يحتاج ان يتم التطابق ويمكن للانسان ان يجمع اكثر من صفه
فمن الممكن ان اقول علي انسان انه زكي مثل الثعلب ولكنه قوي مثل الاسد وهكذا
بل المسيح نفسه طلب مننا ان نكون ودعاء مثل الحمامه وحكماء مثل الحيات
إنجيل متى 10: 16
«هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ.
فهو فقط يشبه بالصفه الحكمه بالحيه وليس في اي شئ اخر ولا يطلب مننا ان نكون مثل الحيه في كل صفاتها فقط الحكمة وايضا نكون ودعاء مثل الحمامه في الوداعه فقط
فالمسيح من الممكن ان يشبه نفسه بصفات معينه بتشبيهات مختلفه كل منها يناسب صفه في موقف معين
سفر اشعياء 53
53: 1 من صدق خبرنا و لمن استعلنت ذراع الرب
بمعني المسيح سياتي لليهود ولكنهم لن يصدقوه حتي يتمم عمله وهو الصليب
واستعلنت ذراع الرب وكلمة الرب في العبري يهوه فهو يتكلم عن استعلان ذراع يهوه اي ظهوره واعلان محبته وعمله وقوتهوالسؤال فيه استنكار لموقف اليهود من المسيح فهو تجسد منهم وأتى لهم لكنهم لم يؤمنوا به فقد انتظروه ملكاً وقائداً
53: 2 نبت قدامه كفرخ و كعرق من ارض يابسة لا صورة له و لا جمال فننظر اليه و لا منظر فنشتهيه
هذا الاصحاح يتكلم عن المسيح رجل الالام الذي لم ياتي ليدين العالم بل ليخلص العالم ويتحمل عقوبه العالم
وفي هذا العدد يتكلم عن بداية المسيح انه سياتي ليس مولود في قصر او ابن قائد عسكري او ابن احد الاغنياء بل جاء وديعا ومتواضعا في ميلاده لذلك الكثير من اليهود لم يعرفوه فيقول
نبت قدامه والعدد السابق يتكلم عن استعلان ذراع الرب اي ذراع يهوه فهنا انه نبت بالجسد كصوره جسديه لذراع يهوه اللاهوت
كفرخ , بالتبع هنا يستخدم اداة التشبيه
وكلمة فرخ
H3126
יונק
yônêq
BDB Definition:
1) sucker, suckling, sapling, young plant
Part of Speech: noun masculine
اسم مذكر بمعني ماص او رضيع او نبات صغير
فهو يشبهه بنبات صغير بدا في النمو فهو جاء ببداية صغيره لكي لايشعر به الكثيرين
وكعرق وهنا فقط تشبيه
H8328
שׁרשׁ
sheresh
BDB Definition:
1) root
1a) root (literal)
1b) root (of people involving firmness or permanence) (figuratively)
1c) root, bottom (as lowest stratum) (figuratively)
Part of Speech: noun masculine
جزر لفظيا ومجازيا او الجزء الاسفل من النبات
ارض يابسه وهو شعب اسرائيل الذي يبس فتره طويله قبل واثناء السبي وبعده
فهو يشبه نفسه بنبته صغيره بدات تنبت من جزر باقي في ارض يابسه اي حياه تدب في جزر شبه ميت لفتره طويله فهو جاء كفرخ (غصن) من أصل شجرة جافة. خرج كقضيب من جذع يسى الشجرة اليابسة (فأسرة داود انتهت أيام سبي بابل سنه 586 أيام صدقيا الملك أخر ملوك الأسرة) أو تفهم أن المسيح خرج من الطبيعة البشرية التي هي أرض يابسة.
اذا التشبيه صحيح ودقيق في مصدر خروجه فقط وليس في اي صفه اخري
لا صورة له ولا جمال = كانت عيون اليهود مغلقة فلم يروا جماله الداخلى، جمال قداسته، وفي هذه كان أبرع جمالاً من بنى البشر (مز 45:2) إختفى جماله من أمام عيونهم فلم يروا سوى فقره وتواضعه وصليبه، بل كان مكروهاً لتوبيخه الناس على خطاياهم. يقول البعض في أيامنا لو رأينا المسيح لآمنا به. ولا يعرفون أن الإيمان بالمسيح الآن وهو في مجده أسهل من الإيمان به في هذه الصورة المحتقرة التي لم تكن تناسب اليهود الذين كانوا يبحثوا عن ملك ارضي قوي وعظيم.
فالتشبيه بالفعل دقيق لوصف بداية المسيح البسيطه الهادئة وميلاده في مذود بقر وخروجه من عائلة داود التي يبست فتره طويله وبداية نموه بشكل غير ملفت للنظر
انجيل يوحنا 15
في هذا الاصحاح المسيح لا يتكلم عن نموه او بدايته ولهذا لا يصلح ان يستخدم مثال النبته الصغيره ولكن يتكلم عن وحدته مع تلاميذه واحتياجهم الي الثبات فيه فيستخدم التشبيه بالكرمه الكبيره فيقول
15: 1 انا الكرمة الحقيقية و ابي الكرام
هو اسلوب تشبيه يشبه نفسه بالكرمه فالكرمه هو وكنيسته التي هي جسده التي تسري فيها العصاره الي الفروع وبدون الكرمه التي تحمل الفروع وتغذي الفروع لنشفت الفروع وجفت وسقطت وايضا الفرع الذي لا يثبت في الكرمه هذا ايضا لايجد عصاره غذائيه فيجف ويموت ويحرق بالنار وهذا من لا يؤمن بالمسيح ولا يثبت فيه ولا يستمد غذاؤه الروحي منه هذا يجف روحيا ويموت بالانفصال عن الله ويحرق في النار الابدية
وتعبير الكرمه استخدم معه كلمة الحقيقيه لان الكتاب المقدس كلمنا عن كرمه مرفوضه وهي اسرائيل
سفر المزامير 80
8 كَرْمَةً مِنْ مِصْرَ نَقَلْتَ. طَرَدْتَ أُمَمًا وَغَرَسْتَهَا.
9 هَيَّأْتَ قُدَّامَهَا فَأَصَّلَتْ أُصُولَهَا فَمَلأَتِ الأَرْضَ.
10 غَطَّى الْجِبَالَ ظِلُّهَا، وَأَغْصَانُهَا أَرْزَ اللهِ.
11 مَدَّتْ قُضْبَانَهَا إِلَى الْبَحْرِ، وَإِلَى النَّهْرِ فُرُوعَهَا.
12 فَلِمَاذَا هَدَمْتَ جُدْرَانَهَا فَيَقْطِفَهَا كُلُّ عَابِرِي الطَّرِيقِ؟
13 يُفْسِدُهَا الْخِنْزِيرُ مِنَ الْوَعْرِ، وَيَرْعَاهَا وَحْشُ الْبَرِّيَّةِ.
14 يَا إِلهَ الْجُنُودِ، ارْجِعَنَّ. اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هذِهِ الْكَرْمَةَ،
15 وَالْغَرْسَ الَّذِي غَرَسَتْهُ يَمِينُكَ، وَالابْنَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ.
16 هِيَ مَحْرُوقَةٌ بِنَارٍ، مَقْطُوعَةٌ. مِنِ انْتِهَارِ وَجْهِكَ يَبِيدُونَ.
سفر اشعياء 5
5: 1 لانشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه كان لحبيبي كرم على اكمة خصبة
5: 2 فنقبه و نقى حجارته و غرسه كرم سورق و بنى برجا في وسطه و نقر فيه ايضا معصرة فانتظر ان يصنع عنبا فصنع عنبا رديئا
5: 3 و الان يا سكان اورشليم و رجال يهوذا احكموا بيني و بين كرمي
5: 4 ماذا يصنع ايضا لكرمي و انا لم اصنعه له لماذا اذ انتظرت ان يصنع عنبا صنع عنبا رديئا
5: 5 فالان اعرفكم ماذا اصنع بكرمي انزع سياجه فيصير للرعي اهدم جدرانه فيصير للدوس
5: 6 و اجعله خرابا لا يقضب و لا ينقب فيطلع شوك و حسك و اوصي الغيم ان لا يمطر عليه مطرا
5: 7 ان كرم رب الجنود هو بيت اسرائيل و غرس لذته رجال يهوذا فانتظر حقا فاذا سفك دم و عدلا فاذا صراخ
فحتي هذا التشبيه لا يعارض التشبيه السابق الذي ذكره اشعياء 53: 2 بل يناسبه فكرمه كانت كبيره ولم تصنع ثمر وفسدت فاهلكت ويبست ولكن بدا ينبت من جذرها اليابس نبات صغير كرمه جديده وبدات بداية بسيطه وكبرت وقويت واصبحت هي الكرمه الحقيقيه وتعطي ثمار كثيره جدا ومن يثبت فيها من الاغصان يعطي ثمر كثير ولكن من يفضل ان يثبت في الكرمه القديمه اليابسه ييبس مثلها ويجف ويحرق بالنار
اما الكرمه الجديده ( جسد المسيح كنيسته ) المثمره فيصفها اشعياء ايضا قائلا
سفر اشعياء 27
27: 2 في ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهات
27: 3 انا الرب حارسها اسقيها كل لحظة لئلا يوقع بها احرسها ليلا و نهارا
27: 4 ليس لي غيظ ليت علي الشوك و الحسك في القتال فاهجم عليها و احرقها معا
27: 5 او يتمسك بحصني فيصنع صلحا معي صلحا يصنع معي
27: 6 في المستقبل يتاصل يعقوب يزهر و يفرع اسرائيل و يملاون وجه المسكونة ثمارا
والاب صاحب الكرمه والكرام هو الذي يعمل ويشرف ويحافظ
المسيح هنا يتحدث عن إتحاده بتلاميذه وكنيسته وأنه كإتحاد الكرمة بالأغصان. فهو إتحاد وثيق، فالإبن صار يحمل المؤمنين الذين ثبتوا فيه يعطيهم جسده ودمه طعاماً وشراباً كعصارة تجعل الكرمة حية. ورفع عنهم خطاياهم التي كانت سببا في موتهم الذى احزن قلب الآب، فجاء الابن ليعيد لهم الحياة وليقدمهم لله الآب الكرام ليفرح بهم.
وهذه الكرمة حقيقية لها صفة البقاء والخلود وعدم التغيير والفساد كما حدث للكرمة اليهودية. هذه الكرمة الجديدة (الكنيسة) بدأت بغصن (المسيح) (أش1:11) ويتفرع منه أغصان كثيرة (المؤمنين المعمدين) ليكونوا الكرمة.
مع ملاحظة ايضا ان المسيح في الكرمه هو الاصل وهو الجزر الذي رغم انه نبت في ارض يابسه ولكن لانه قوي قادر علي ان يمد جسم الكرمه اي الكنيسه بالغذاء والفروع الثابته في جسده ايضا وهذا ينطبق علي تشبيه اشعياء ولا يناقضه
ويكمل المسيح في التشبيه قائلا
15: 2 كل غصن في لا ياتي بثمر ينزعه و كل ما ياتي بثمر ينقيه لياتي بثمر اكثر
والثمر هو اعمال الايمان وثمار الروح القدس ( محبه فرح سلام طول اناه صلاح ايمان تعفف وداعه لطف )
15: 3 انتم الان انقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به
15: 4 اثبتوا في و انا فيكم كما ان الغصن لا يقدر ان ياتي بثمر من ذاته ان لم يثبت في الكرمة كذلك انتم ايضا ان لم تثبتوا في
15: 5 انا الكرمة و انتم الاغصان الذي يثبت في و انا فيه هذا ياتي بثمر كثير لانكم بدوني لا تقدرون ان تفعلوا شيئا
ولهذا لايوجد تناقض بين العددين فواحد يتكلم عن تشبيه بحالة بداية المسيح وقت الميلاد من اصل داود الجاف فشبهه بنبات يخرج وجزع من ارض يابسه والثاني المسيح بمجد قيامته وكنيسته والمؤمنين به ككرمه قويه والاغصان
والمعني الروحي
من تفسير ابونا تادرس يعقوب واقوال الاباء
v لم يذكر الكرمة هنا لأجل معنى آخر إلا لكي يعلم التلاميذ أنهم بدون قوة السيد المسيح لا يمكنهم أن يعملوا شيئًا، وأنهم على هذا المثال يحتاجون أن يتحدوا به كاتحاد الغصن بالكرمة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
v إننا أقرباء الرب حسب الجسد، لذا يقول: "أخبر باسمك اخوتي" (عب 12:2؛ مز 22:22). وكما أن الأغصان واحدة مع الكرمة (الأصل) وهي منها (يو 1:15) هكذا نحن أيضًا جسد واحد متجانس مع جسد الرب، ومن ملئه نحن جميعًا أخذنا (يو 16:1)، ولنا هذا الجسد كأصل لقيامتنا وخلاصنا.
القديس أثناسيوس الرسولي
يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح يدعو نفسه الكرمة ويدعونا نحن بالأغصان، والكرمة والأغصان من طبيعة واحدة. هكذا إذ صار إنسانًا حمل ناسوتنا، فصار كرمة ونحن الأغصان الثابتة فيه إذ حملنا فيه[1524].
بقوله: "أنا هو" رأينا خلال هذا السفر أن السيد المسيح يتحدث على مستوى حضوره الذاتي، فقد حل بيننا كرمة حقيقية، الحق ذاته، نُغرس فيه ككنيسة العهد الجديد التي تتمتع بالحياة الأبدية، فتفيض بالخمر الروحي الذي يفرح السماء!
الآب ليس فقط صاحب الكرم، لكنه هو العامل فيه والمهتم به، إنه الكرّام، يهتم بكل فرعٍ من فروعها.هو الحافظ للثبوت الإلهي، حيث نثبت في الكرمة كأغصانٍ حية فيها، وثبوتنا في الكرمة، الابن الوحيد الجنس، نثبت في الآب، ونتحد به، لنستقر في أحضانه أبديًا، لن نُنزع منه.
الآب الذي جاء بشعبه من مصر قديمًا ليغرسهم كرمة في أرض الموعد، هو بعينه الذي أرسل ابنه من السماء ليغرسنا فيه أعضاء جسده، فروع كرمة سماوية حية. أقام كلمته المتجسد كرمة أو رأسًا، لنصير نحن فيه فروعًا أو أعضاء جسده. وكما يقول الرسول:" وإياه جعل رأسًا فوق كل شيء للكنيسة التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل" (أف 1: 22-23). "ما هي عظمة قدرته الفائقة نحونا نحن المؤمنين، حسب عمل شدة قوته، الذي عمله في المسيح" (أف 1: 19-20).