رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نور الله في الإنسان
ورأى الله النور أنه حسن ( تك 1: 4 ) لقد خلق الله النور وفصل بينه وبين الظلمة. لنتأمل النظرة الخاصة التي كانت لله من جهة النور: "ورأى الله النور". لقد نظر إليه برضى وتفرس فيه بفرح، فرأى أنه "حسن"! إن كان الرب قد أعطاك النور أيها القارئ العزيز، فهو ينظر إلى هذا النور باهتمام خاص، لأنه ليس فقط غالياً عليه كعمل يديه، بل أيضاً لأنه يشبهه، لأنه هو نور. إنه لأمر مُسرّ للمؤمن أن يعرف أن عين الله تلاحظ بحنان عمل نعمته هذا الذي أبدأه. إنه لا يصرف أبداً النظر عن الكنز الذي وضعه في أوانينا الخزفية. نحن أحياناً لا نقدر أن نرى النور، لكن الله يراه دائماً، وهو يرى أفضل بكثير مما نرى نحن. إنه أفضل للديان أن يرى براءتي مما أظن أني أراها. إنه أمر مُعز لي أن أعرف أني واحد من شعب الله، ولكن سواء عرفت ذلك أم لم أعرفه، فلا شك أن الله يعرفه وبذلك فأنا في أمان. وهذا هو الأساس "يعلم الرب الذين هم له". قد تتلهف وتئن بسبب خطيتك الطبيعية، وتندب ظلمتك، ومع ذلك فإن الرب يرى "النور" في قلبك، لأنه وضعه فيه، وكل ما يجعل نفسك مكفهّرة وكئيبة لا يمكن أن يحجب نوره الذي وضعه في قلبك عن عينه المُنعمة. ربما تكون قد غصت عميقاً في القنوط أو حتى اليأس، ولكن إن كان لنفسك أي شوق نحو المسيح، وإذا كنت تبحث عن الراحة في عمله التام، فإن الله يرى "النور"، وليس فقط أنه يراه، بل أيضاً يحفظه فيك. إن هذه فكرة ثمينة للذين يشعرون بأن قواهم آخذة في الضعف وهم يحاولون بقوتهم أن يحفظوا أنفسهم. وإذ أن النور هو محفوظ بنعمته، فإنه يوماً ما سوف يتزايد إلى النهار الكامل وملء المجد. إن النور الداخلي هو فجر النهار الكامل. |
|