رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شمشون - أخيراً قُلِعَت عيناه، ووضع في سجن في غزة "فقبض عليه الفلسطينيون وقلعوا عينيه وأخذوه إلى غزة حيث أوثقوه بسلاسل نحاسية، وسخروه ليطحن الحبوب في السجن. وما لبث شعره أن ابتدأ ينمو بعد أن حلق. واجتمع أقطاب الفلسطينيين ليحتفلوا بتقديم ذبيحة عظيمة لإلههم داجون قائلين: إن إلهنا قد أظفرنا بشمشون عدونا. ولما شاهد الشعب شمشون في ذلة، مجدوا إلههم قائلين: قد أظفرنا إلهنا بعدونا الذي خرب أرضنا، وأكثر من قتلانا. وإذ لعبت بهم النشوة هتفوا: ادعوا شمشون ليسلينا. فجاءوا بشمشون من السجن فلعب أمامهم ثم أوقفوه بين الأعمدة. فقال شمشون للغلام الذي يقوده: أوقفني حيث يمكنني أن ألمس الأعمدة التي يقوم عليها المعبد حتى أستند إليها. وكان المعبد يكتظ بالرجال والنساء، فضلا عن أقطاب الفلسطينيين الخمسة. وكان على السطح نحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة يتفرجون على لعب شمشون. فصلى شمشون إلى الرب قائلا: ياسيدي الرب، اذكرني وقوني هذه المرة فقط لأنتقم من الفلسطينيين عن قلع عيني بضربة واحدة. وقبض شمشون على العمودين المتوسطين اللذين يرتكز عليهما المعبد وضغط على أحدهما بيمينه وعلى الآخر بيساره وهو يقول: لأمت مع الفلسطينيين. ثم دفعهما بكل قوته فانهار المعبد على الأقطاب وعلى الشعب الذي فيه. فكان الذين قتلهم شمشون عند موته أكثر من الذين قتلهم طوال حياته. وجاء إخوته وكل أقرباء أبيه وحملوا جثته حيث دفنوه بين صرعة وأشتأول في قبر منوح أبيه، وكان شمشون قد قضى لبني إسرائيل عشرين سنة". (31,23:16). وبهذه الطريقة للأسف اضاع وانهى شمشمون حياته، في الوقت الذي كان بامكانه أن يكون سبب قوة لأمته، وكان بامكانه أيضا أن يرجع بشعبه الى عبادة الله، وأن يُخضع الفلسطينيين، ومع انه لم يفعل شيئاً من هذه، إلا أنه أنجز الهدف الذي اعلنه الملاك الذي ظهر لوالديه قبل مولده، ففي آخر أعماله شرع في انقاذ الشعب من اعدائه. ومما يسترعي النظر أن العهد الجديد لايذكر سقطات شمشون أو أعمال قوته البطولية، ولكنه وكما ذكرنا آنفاً يُذكَر في الرسالة الى العبرانيين، كواحد "ممن آمنوا بالله.. ونالوا ما وعدهم به الله". وفي النهاية أدرك شمشون اعتماده على الله وعندما مات حوّل سقطاته وهزائمه الى نصرة. وتُعَلمنا قصة شمشون أن الوقت لم ينتهِ، وما زال في إمكاننا أن نبدأ من جديد، ومهما كان فشلنا في الماضي، فاليوم مازال الوقت أمامنا لكي نضع ثقتنا الكاملة في الله. |
|