رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سليمان يتعبّد بعد ما تولى سليمان الحكم، ذهب إلى مدينة جبعون، وهي مدينة لسبط بنيامين تقع على بُعد ثمانية كيلو مترات شمال أورشليم، واسمها اليوم «الجيب»، وموقعها على قمة هضبة، في أسفلها ينبوع ماء، فكانت مكاناً ملائماً لتقديم الذبائح. وكانت خيمة الاجتماع التي أقامها موسى موجودة في جبعون وبها مذبح النحاس، فدُعي المكان: «المرتفعة العظمى». وهناك أصعد سليمان ألف محرقة على ذلك المذبح (١ملوك ٣: ١-٤). وتقول لنا التوراة إن مسكن الرب الذي عمله موسى في البرية ومذبح المحرقة كانا في ذلك الوقت في المرتفعة في جبعون، وكانت الذبائح التي قدمها سليمان عظيمة توافق عظمة الملك، وتبّين تكريسه للرب في أول مُلكه. وحضر تقديم تلك الذبائح رؤساء جميع بني إسرائيل، فكانت علامة اتحادهم جميعاً في عبادة واحدة للإله الواحد. وبعد أن قدّم سليمان تلك الذبائح، ظهر الرب لسليمان في حلم ليلاً وقال له: «ٱسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ». فَقَالَ سُلَيْمَانُ: «إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ عَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً حَسْبَمَا سَارَ أَمَامَكَ بِأَمَانَةٍ وَبِرٍّ وَٱسْتِقَامَةِ قَلْبٍ مَعَكَ، فَحَفِظْتَ لَهُ هٰذِهِ ٱلرَّحْمَةَ ٱلْعَظِيمَةَ وَأَعْطَيْتَهُ ٱبْناً يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّهِ كَهٰذَا ٱلْيَوْمِ. وَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، أَنْتَ مَلَّكْتَ عَبْدَكَ مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي، وَأَنَا فَتىً صَغِيرٌ لاَ أَعْلَمُ ٱلْخُرُوجَ وَٱلدُّخُولَ. وَعَبْدُكَ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ ٱلَّذِي ٱخْتَرْتَهُ شَعْبٌ كَثِيرٌ لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ. فَأَعْطِ عَبْدَكَ قَلْباً فَهِيماً لأَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ وَأُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدُِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ ٱلْعَظِيمِ هٰذَا؟». وكانت إجابة سليمان هذه سبب رضى الله عليه، فَقَالَ لَهُ ٱللّٰهُ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ هٰذَا ٱلأَمْرَ وَلَمْ تَسْأَلْ لِنَفْسِكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً وَلاَ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ غِنًى وَلاَ سَأَلْتَ أَنْفُسَ أَعْدَائِكَ، بَلْ سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ تَمْيِيزاً لِتَفْهَمَ ٱلْحُكْمَ، هُوَذَا قَدْ فَعَلْتُ حَسَبَ كَلاَمِكَ. هُوَذَا أَعْطَيْتُكَ قَلْباً حَكِيماً وَمُمَيِّزاً حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُكَ قَبْلَكَ وَلاَ يَقُومُ بَعْدَكَ نَظِيرُكَ. وَقَدْ أَعْطَيْتُكَ أَيْضاً مَا لَمْ تَسْأَلْهُ، غِنًى وَكَرَامَةً حَتَّى إِنَّهُ لاَ يَكُونُ رَجُلٌ مِثْلَكَ فِي ٱلْمُلُوكِ كُلَّ أَيَّامِكَ. فَإِنْ سَلَكْتَ فِي طَرِيقِي وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ فَإِنِّي أُطِيلُ أَيَّامَكَ» (١ملوك ٣: ٥-١٤). واستيقظ سليمان وإذا هو حلم. فامتلأت نفسه بالرضى والسرور. لقد سُرَّ سليمان بالحق في الباطن، فطلب عقله الباطن أثناء نومه حكمة، لأنه كان يقّدر المسئولية العظمى الموضوعة على كتفيه. وعندما عاد إلى أورشليم وقف أمام تابوت عهد الرب وأصعد محرقات وقرَّب ذبائح سلامة وعمل وليمة لكل عبيده. |
|