هل التلوث الضوئي يقضي على الحشرات؟
يعتقد بعض العلماء أن التلوث الضوئي يؤدي إلى انخفاض في بعض الحشرات، واليراعات، على سبيل المثال، تواجه صعوبة في تحديد وميض اليراعات الأخرى حيث توجد أضواء اصطناعية، وبالنسبة للعثة التي تعيش بضعة أسابيع فقط، فإن الليلة التي تقضيها حول ضوء الشرفة تمثل جزءا كبيرا من عمرها الإنجابي، وقد تنجذب الحشرات التي تتزاوج بين الغسق والفجر إلى الأضواء الإصطناعية بدلا من البحث عن رفقاء، مما يقلل من فرصتها في إنجاب النسل، كما أنها تهدر قدرا كبيرا من الطاقة، والتي يمكن أن تكون ضارة في الأنواع التي لا تتغذى مثل البالغين ويجب أن تعتمد على مخازن الطاقة من مرحلة اليرقات من دورة الحياة.
يمكن لخط ممتد من الأضواء الإصطناعية مثل أضواء الشوارع على طول الطريق السريع أن يخلق حاجزا أمام حركة الحشرات في بعض الظروف، ويشير العلماء إلى هذا على أنه تأثير حاجز الإصطدام، لأن الحياة البرية تمنع بشكل فعال من التحرك عبر الأرض بسبب الأضواء التي تعيق ملاحتها.
تأثير سلبي آخر للإضاءة الإصطناعية على الحشرات يسمى تأثير المكنسة الكهربائية، حيث يتم إغراء الحشرات من بيئتها الطبيعية عن طريق سحب الإضاءة، وتقضي ذبابة مايو مراحلها غير الناضجة في الماء وأخيرا تبرز وتطور أجنحة وهي بالغة، وحياتهم قصيرة، لذا فإن أي شيء يتعارض مع التزاوج ووضع البيض يمكن أن يكون كارثيا على مجموعة سكانية معينة، ولسوء الحظ، أضواء الشوارع تحشد الذباب أحيانا على طول الجسور والممرات المائية وينتهي بها الأمر بوضع بيضها على أسطح الطرق قبل أن تموت بشكل جماعي.