رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا الحكيم + رغم بساطة بابانا الحبيب وطيبة قلبه ووداعته، فإن الحكمة كانت تغلف كل هذه الفاضل، إنه يمكننا بحق أن نلقب قداسته بالبابا ذو العينين المفتوحتين، فهو لا تبهره الأمور في مظهرها، بل يفحص بحكمة جوهرها.. + كان يتميز قداسته بملامح مشرقة تكشف عن الموهبة التي أعطاها الله له نذكر منهًا: إذا عالج قداسته موضوعًا أو مشكلة، فإنه يتناولها بطريقة موضوعية عجيبة ناظرًا إلى الجوهر لا المظهر.. إلى الجذور العميقة لا الأوراق المرئية. كم من انفعالات طرحت أمام قداسته، وهو بأسلوبه الهادئ الرصين يطفئ لهيب الموقف ليبقى الحق خالصًا وحده. +كان من أهم ملامح بابانا الحكيم من صفاته البارزة: الصبر.. يلقى الشبك أو الصنارة، وربما ينتظر طويلًا، ولكنه لا يمل هكذا أيضًا صيد الناس. “رابح النفوس حكيم في الوسيلة التي يستخدمها للوصول إلى النتيجة التي يريدها”. + مثلما كان قداسته حكيمًا في كلامه.. كان حكيمًا أيضًا في صمته.. يعرف متى يصمت ومتى يتكلم، فهو لا يصمت حين يجب الكلام، ولا يتكلم حين يفضل الصمت.. فحينما يتكلم لابد أن يشعر بأن كل كلمة لها رسالة وهدف، متذكرًا قول سليمان الحكيم: “تفاح من ذهب في مصوغ من فضة.. كلمة مقولة في محلها”(أم25:11). |
|